نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 64
ومنهم ختم دائرة الولاية قطب الوجود سيدي محمد الشاذلي البكري الشهير بالحنفي ، الفقيه الواعظ أحد من صرفه الله تعالى في الكون ، ومكنه من الأحوال ، نطق بالمغيبات ، وخرق له العوائد ، وقلب له الأعيان ، وترجمة بعضهم في مجلدين ، فقال العارف الشعراني : أنه لم يحط علما بمقامه حتى يتكلم عليه ، وإنما ذكر بعض أمور على طريق أرباب التواريخ . توفي سنة 847 . قوله : ( لبعده ) علة لقوله لا يحصي ، وحذف من قبل قوله أن يستقصي لامن اللبس ، هو شائع مطرد : أي لا يمكن إحصاؤه لتباعده من طلب استقصائه ، : أي ، غايته ومنتهاه ، والتعبير بقوله : لا يحصي أبلغ من قولنا لا يعد لان العد أن تعد فردا فردا ، والاحصاء يكون للجمل ، لذا قال تعالى : ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) [ النحل : 18 ] معناه والله أعلم : إن أردتم عدها فلا تقدروا على إحصائها ، فضلا عن العد ، كذا أفاده الامام النسفي في المستصفي . قوله : ( أبو القاسم ) تلك كنيته ، واسمه عبد الكريم بن هوازن الحافظ المفسر الفقيه ، والنحوي اللغوي الأديب الكاتب القشيري ، الشجاع البطل ، لم ير مثل نفسه ، ولا رأى الراؤون مثله ، وإنه الجامع لأنواع المحاسن . ولد سنة 377 ، وسمع الحديث من الحاكم وغيره ، وروى عنه الخطيب وغيره ، وصنف التصانيف الشهيرة ، وتوفي سنة 465 ط عن الزرقاني على المواهب . قوله : ( في رسالته ) أي التي كتبها إلى جماعة الصوفية ببلدان الاسلام سنة 437 ه ، ذكر فيها مشايخ الطريقة وفسر ألفاظا 0 تدور بينهم بعبارات أنيقة . قوله : ( مع صلابته ) أي قوته وتمكنه ط . قوله : ( في مذهبه ) وهو مذهب الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه أو طريقة أهل الحقيقة ط . قوله : ( سمعت الخ ) مقول القول : أبو علي هو الحسن بن علي الدقاق . وأبو القاسم هو إبراهيم بن محمد النصر اباذي بالذال المعجمة شيخ خراسان ، جاور بمكة ، ومات بها سنة 367 . والشبلي هو الإمام أبو بكر دلف ا الشبلي البغدادي المالكي المذهب ، صحب الجنيد ، مات سنة 334 . والسري هو أبو الحسن بن مغلس السقطي خال الجنيد وأستاذه ، توفي سنة 257 . قوله : ( من أبي حنيفة ) ، هو فارس هذا الميدان ، فإن مبني علم الحقيقة على العلم والعمل وتصفية النفس ، وقد وصفه بذلك عامة السلف ، فقال أحمد بن جنبل في حقه : إنه كان من لعلم والورع والزهد وإيثار الآخرة بمحل لا يدركه أحد ، ولقد ضرب بالسياط ليلى القضاء فلم يفعل . وقال عبد الله بن المبارك : ليس أحد أحق من أن يقتدى به من أبي حنيفة ، لأنه كان إماما تقيا نقيا ورعا عالما فقيها ، كشف العلم كشفا لم يكشفه أحد ببصر وفهم وفطنة وتقي . وقال الثوري لمن قال له جئت عند أبي حنيفة : لقد جئت من عند أعبد أهل الأرض . وأمثال ذلك مما نقله ابن حجر وغيره من العلماء الاثبات . قوله : ( فعجبا ) هو مفعول مطلق ، أي
64
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 64