نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 60
الصحبة ، فلم يكن في العلم والاجتهاد ونشر الدين وتدوين أحكامه كأبي حنيفة ، وقد يوجد في المفضول ما لا يوجد في الفاضل ، وسمي ذلك بناء على أن المراد بالتحدي في تعريف المعجزة هو دعوى الرسالة ، وهو قول المحققين كما في المواهب . وقيل : المراد به طلب المعارضة والمقابلة ، وعليه فذلك كرامة لا معجزة ، فافهم . قوله : ( بعد القرآن ) متعلق بأعظم ، أي لأنه أعظم المعجزات على الاطلاق ، لأنه معجزة مستمرة دائمة الاعجاز وقيد بذلك ، وإن عبر بمن التبعيضية لئلا يتوهم مساواة هذه المعجزات لتلك ، فإن المشاركة في الأعظيمة تصدق بالمساواة ، فتدبر . قوله : ( اشتهار مذهبه ) أي في عامه بلاد الاسلام ، بل في كثير من الأقاليم والبلاد لا يعرف إلا مذهبه ، كبلاد الروم والهند والسند وما وراء النهر وسمرقند . وقد نقل أن فيها تربة المحمدين ، ودفن فيها نحو من أربعمائة نفس كل منهم يقال له محمد ، صنف وأفتى وأخذ عنه الجم الغفير . ولما مات صاحب الهداية منعوا دفنه بقربها . وروي أنه نقل مذهبه نحو من أربعة آلاف نفر ، ولا بد أن يكون أصحاب ، وهلم جرا . وقال ابن حجر : قال بعض الأئمة : لم يظهر لاحد من أئمة المسلمين المشهورين مثل ما ظهر لأبي حنيفة من الأصحاب والتلاميذ ، ولم ينتفع العلماء وجميع الناس بمثل ما انتفعوا به وبأصحابه ، في تفسير الأحاديث المشتبهة ، والمسائل المستنبطة ، والنوازل والقضايا والاحكام ، جزاهم الله تعالى الخير التام . وقد ذكر منهم بعض المتأخرين المحدثين في ترجمته ثمانمائة مع ضبط أسمائهم ونسبهم بما يطول ذكره اه . قوله : ( قولا ) أي سواء ثبت عليه أو رجع عنه ط . قوله : ( إلا أخذ إمام ) أي من أصحابه تبعا له ، فإن أقوالهم مروية عنه كما سيأتي ، أو غيرهم من المجتهدين موافقة في اجتهاده لان المجتهد لا يقلد مجتهدا أفاده ط . قوله : ( من زمنه إلى هذه الأيام ) فالدولة العباسية وإن كان مذهبهم مذهب جدهم ، فأكثر قضائها ومشايخ إسلامها حنفية ، يظهر ذلك لمن تصفح كتب التواريخ وكان مدة ملكهم خمسمائة سنة تقريبا . أما الملوك السلجوقيون وبعدهم الخوارزميون ، فكلهم حنيفيون وقضاة ممالكهم غالبا حنيفة . أما ملوك زماننا سلاطين آل عثمان ، أيد الله تعالى دولتهم ما كر الجديدان ، فمن تاريخ تسعمائة إلى يومنا هذا لا يولون القضاء وسائر مناصبهم إلا للحنيفة ، قاله بعض الفضلاء . وليس في كلام الشارح ادعاء التخصيص في جميع الأماكن والأزمان ، حتى يرد أن القضاء بمصر كان مختصا بمذهب الإمام الشافعي إلى زمن الظاهر بيبرس البندقداري ، فافهم . قوله : ( إلى أن يحكم بمذهبه عيسى عليه السلام ) تبع فيه القهستاني ، وكأنه أخذه مما ذكره أهل الكشف أن مذهبه آخر المذاهب انقطاعا ، فقد قال الامام الشعراني في الميزان ما نصه : قد تقدم أن الله تعالى لما من علي بالاطلاع على عين الشريعة رأيت المذاهب كلها متصلة بها : ، ورأيت مذاهب الأئمة تجري جداولها كلها ، ورأيت جميع المذاهب التي اندرست قد استحالت حجارة ، ورأيت أطول الأئمة جدولا الامام أبا حنيفة ، ويليه الامام مالك ، ويليه الإمام الشافعي ، ويليه الإمام أحمد ، وأقصرهم جدولا الامام
60
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 60