نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 598
إذا لم تقم فيه الجماعة وتقام في غيره لا يرتاب أحد أن مسجد الجماعة أفضل ؟ على أنهم اختلفوا في الأفضل ، هل جماعة مسجد حيه أو جماعة المسجد الجامع ؟ كما في البحر ط . قلت : لكن في الخانية : وإن لم يكن لمسجد منزله مؤذن فإنه يذهب إليه ويؤذن فيه ويصلي وإن كان واحدا ، لان لمسجد منزله حقا عليه ، فيؤدي حقه مؤذن مسجد لا يحضر مسجده أحد . قالوا : هو يؤذن ويقيم ويصلي وحده ، وذاك أحب من أن يصلي في مسجد آخر ا ه . ثم ذكر ما مر عن الفتح ، ولعل ما مر فيما إذا صلى فيه الناس فيخير ، بخلاف ما إذا لم يصل فيه أحد لان الحق تعين عليه ، وعلى كل فقول ط قد يقال الخ غير مسلم ، والله أعلم . قوله : ( ونحوه ) قال في القنية : إلا المسجد الحرام ومسجد النبي ( ص ) ، وعزاه في آخر شرح المنية إلى مختصر البحر . ثم قال : وينبغي أن يستثنى المسجد الأقصى أيضا ، لأنها في المسجد الحرام بمائة ألف ، وفي مسجده عليه الصلاة والسلام بألف ، وفي المسجد الأقصى بخمسمائة ا ه . وينبغي استثناء مسجد الحي على ما قلناه آنفا . قوله : ( ومقعد وزمن ) قال في المغرب : المقعد الذي لا حراك به من داء في جسده كأن الداء أقعده . وعند الأطباء : هو الزمن : وبعضهم فرق وقال : المقعد : المتشنج الأعضاء ، والزمن : الذي طال مرضه ، وقال في فصل الزاي : الزمن : الذي طال مرضه زمانا ، وقيل الزمن عن أبي حنيفة : المقعد والأعمى والمقطوع اليدين أو إحداهما . والمفلوج ، والأعرج : الذي لا يستطيع المشي ، والأشل ا ه . قوله : ( ومفلوج ) هو من به فالج ، وهو استرخاء لاحد شقي الانسان لانصباب خلط بلغمي تسند منه مسالك الروح . قاموس . قوله : ( وإن وجد قائدا ) وكذا الزمن لو كان غنيا له مركب وخادم ، فلا تجب عليهما عنده ، خلافا لهما ، حلية عن المحيط . وذكر في الفتح أن الظاهر أنه اتفاق ، والخلاف في الجمعة لا في الجماعة ا ه . لكن المسطور في الكتب المشهورة خلافه : حلية . قوله : ( ولا على من حال بينه وبينها مطر وطين ) أشار بالحيلولة إلى أن المراد المطر الكثير ، كما قيده به في صلاة الجمعة ، وكذا الطين . وفي الحلية ، وعن أبي يوسف : سألت أبا حنيفة عن الجماعة في طين وردغة ، فقال : لا أحب تركها . وقال محمد في الموطأ : الحديث رخصة ، يعني قوله ( ص ) إذ ابتلت النعال فالصلاة في الرحال والنعال : هنا الأراضي الصلاب . وفي شرح الزاهدي عن شرح التمرتاشي : واختلف في كون الأمطار والثلوج والأوحال والبرد الشديد عذرا . وعن أبي حنيفة : إن اشتد التأذي يعذر . قال الحسن : أفادت هذه الرواية أن الجمعة والجماعة في ذلك سواء ، ليس على ما ظنه البعض أن ذلك عذر في الجماعة لأنها سنة لا في الجمعة لأنها من آكد الفرائض اه وفي شرح الشيخ إسماعيل عن ابن الملقن الشافعي : والمشهور أن النعال جمع نعل : وهو ما غلظ من الأرض في صلابة ، وإنما خصها بالذكر ، لان أدنى بلل ينديها ، بخلاف الرخوة فإنها تنشف الماء . وقيل النعال : الأحذية . قوله : ( ويرد شديد ) لم يذكر الحر الشديد أيضا ، ولم أر من ذكره من علمائنا ، ولعل وجهة أن الحر الشديد إنما يحصل غالبا في صلاة الظهر ، وقد كفينا مؤنته بسنية الابراد ، نعم قد يقال : لو ترك الامام هذه السنة وصلى في أول الوقت كان الحر الشديد عذرا . تأمل . قوله : ( وظلمة كذلك ) أي شديدة ، والظاهر أنه لا يكلف إلى إيقاد نحو
598
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 598