responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين    جلد : 1  صفحه : 57


وقال أيضا : وقد وردت أحاديث صحيحة تشير إلى فضله : منها قوله ( ص ) فيما رواه الشيخان عن أبي هريرة والطبراني عن ابن مسعود أن النبي ( ص ) قال : ( لو كان الايمان عند الثريا لتناوله رجال من أبناء فارس ) . ورواه أبو نعيم عن أبي هريرة والشيرازي والطبراني عن قيس بمن سعد بن عبادة بلفظ أن النبي ( ص ) قال ( لو كان العلم مطلقا عند الثريا لتناوله رجال من أبناء فارس ) . ولفظ الطبراني عن قيس ( لا تناله العرب لنا له رجال من أبناء فارس ) . وفي رواية مسلم عن أبي هريرة ( لو كان الايمان عند الثريا لذهب به رجل من أبناء فارس حتى يتناوله ) . وفي رواية للشيخين عن أبي هريرة ( والذي نفسي بيده لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله رجل من فارس ) وليس المراد بفارس البلاد المعروفة : بل جنس من العجم وهم الفرس ، لخبر الديلمي ( خير العجم فارس ) وقد كان جد أبي حنيفة من فارس ، على ما عليه الأكثرون . قال الحافظ السيوطي : هذا الحديث الذي رواه الشيخان أصل صحيح يعتمد عليه في الإشارة لأبي حنيفة ، وهو متفق على صحته ، وبه يستغني عما ذكره أصحاب المناقب ممن ليس له دراية في علم الحديث : فإن في سنده كذابين ووضاعين اه‌ . ملخصا وفي حاشية الشبراملسي على المواهب عن العلامة الشامي تلميذ الحافظ السيوطي قال : ما جزم به شيخنا من أن أبا حنيفة هنو المراد من هذا الحديث ظاهر لا شك فيه ، لأنه لم يبلغ من أبناء فارس في العلم مبلغه أحد اه‌ . قوله : ( التستري ) إمام عظيم رضي الله عنه : كأن يقول : إني لاعهد الميثاق الذي أخذه الله تعالى علي في عالم الذر ، وإني لأرعى أولادي من هذا الوقت إلى أن أخرجهم الله إلى عالم الشهود والظهور . قوله : ( لما تهودوا الخ ) أي لما داموا على دينهم الباطل واعتقادهم العاطل : لم يقبلوا ما أدخله عليهم علماؤهم من الدسائس فأعموهم عما جاء به نبينا من النفائس فإنهم لم يقبلوا ذلك إلا لعقلهم الفاسد ، ورأيهم الكاسد ، فلو كان فيهم مثله غزير العلم ، ثاقب الفهم ، قائما بالصدق ، عارفا بالحق ، لرد جميع ذلك ، وأنقذهم من المهالك ، قبل غلوهم وتمكن الشبه في عقولهم : فإن كونه واحدا منهم يكون لكلامه أقبل فإن الجنس أميل ، فلا يلزم تفضيله على نبينا المكرم ( ص ) فافهم . قوله ( ومناقبه أكثر من أن تحصي ) هذا من مشكل التراكيب ، فإن ظاهره تفضيل الشئ في الأكثرية على الاحصاء ولا معنى له ، ونظائره كثيرة قل من يتنبه لاشكالها ، ووجه بأوجه متعددة بينتها في رسالتي المسماة بالفوائد العجيبة في إعراب الكلمات الغريبة : أحسنها ما ذكره الرضي أنه ليس المراد التفضيل بل المراد البعد عن الكثرة ، ف‌ ( من ) متعلقه بأفعل التفضيل بمعنى تجاوز وباين بلا تفضيل . قوله : ( سبط ) قيل : الأسباط الأولاد خاصة ، وقيل أولاد الأولاد ، وقيل أولاد البنات ، نهاية الحديث ، والمشهور الثالث . قوله : ( وسماه الانتصار ) إنما سماه بذلك لان الامام رضي الله عنه لما شاعت فضائله وعمت الخافقين فواضله ، جرت عليه العادة القديمة من إطلاق ألسنة الحاسدين فيه حتى طعنوا في اجتهاده وعقيدته بما هو مبرأ منه قطعا لقصد أن يطفئوا نور الله ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ، كما تكلم بعضهم في مالك ، وبعضهم في الشافعي ، وبعضهم في أحمد ، بل قد تكلمت فرقة في أبي بكر وعمر ، فرقة في عثمان وعلي ، وفرقة كفرت كل الصحابة :

57

نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست