نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 52
الهداية : إن أخذ العامي بما يقع في قلبه أنه أصوب أولى ، وعلى هذا ، إن استفتى مجتهدين فاختلفا عليه ، الأولى أن يأخذ بما يميل إليه قلبه منهما . وعندي أنه لو أخذ بقول الذي لا يميل إليه جاز ، لان ميله وعدمه سواء ، والواجب عليه تقليد مجتهد وقد قعل اه . قوله : ( عن معتقدنا ) إي عما نعتقده من غير المسائل الفرعية مما يجب اعتقاده على كل مكلف بلا تقليد لاحد ، وهو ما عليه أهل السنة والجماعة وهم الأشاعرة والماتريدية ، وهم متوافقون إلا في مسائل يسيره أرجعها بعضهم إلى الخلاف اللفظي كما بين في محله . قوله : ( ومعتقد خصومنا ) أي من أهل البدع المكفرة وغيرها ، كالقائلين بقدم العالم أو نفي الصانع أو عدم بعثة الرسل ، والقائلين بخلق القرآن وعدم إرادته تعالى الشر ونحو ذلك . قوله : ( علم نضج وما احترق ) المراد بنضج العلم تقرر قواعده وتفريع فروعها وتوضيح مسائله ، والمراد باحتراقه : بلوغه النهاية في ذلك . ولا شك أن النحو والأصول لم يبلغا النهاية في ذلك ، أفاده ح . والظاهر ، إن المراد بالأصول أصول الفقه ، لان أصول العقائد في غاية التحرير والتنقيح تأمل . قوله : ( وهو علم البيان ) المراد به ما يعم العلوم الثلاثة : المعاني والبيان والبديع ، ولذا قال الزمخشري : إن منزلة علم البيان من العلوم مثل منزلة السماء من الأرض ، ولم يقفوا على ما في القرآن جميعه من بلاغته وفصاحته ونكته وبديعاته : بل على النزر اليسير . قال الله تعالى : ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) [ الاسراء : 88 ] وإنما ذلك اما فيه من البلاغة ط . قوله : ( والتفسير ) أي تفسير القرآن ، فقد ذكر السيوطي في الاتقان أن القرآن في اللوح المحفوظ ، كل حرف منه بمنزلة جبل قاف ، وكل آية تحتها من التفاسير ما لا يعلمه إلا الله تعالى ط . قوله : ( علم الحديث ) لأنه قد تم المراد منه ، وذلك لان المحدثين جزاهم الله تعالى خيرا وضعوا كتبا في أسماء الرجال ونسبهم والفرق بين أسمائهم ، وبينوا سيئ الحفظ منهم وفاسد الرواية من صحيحها ، ومنهم من حفظ المائة ألف والثلاثمائة ، وحصروا من رووا عن النبي ( ص ) من الصحابة ، بينوا الاحكام والمراد منها فانكشفت حقيقته ط . قوله : ( والفقه ) لان حوادث الخلائق على اختلاف مواقعها وتشتتاتها مرقومة بعينها أو ما يدل عليها ، بل قد تكلم الفقهاء على أمور لا تقع أصلا أو تقع نادرا وأما ما لم يكن منصوصا فنادر ، وقد يكون منصوصا ، غير أن الناظر يقصر عن البحث عن محله أو عن فهم ما يفيده مما هو منصوص بمفهوم أو منطوق ط . أو يقال : المراد بالفقه ما يشمل مذهبنا وغيره ، فإنه بهذا المعنى لا يقبل الزيادة أصلا ، فإنه لا يجوز إحداث قول خارج عن المذاهب الأربعة . قوله : ( وقد قالوا الفقه ) أي الفقه الذي استنبطه أبو حنيفة أو أعم . قوله : ( زرعه ) إي أول من تكلم باستنباط فروعه عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل ، أحد السابقين والبدريين والعلماء الكبار من الصحابة . أسلم قبل عمر رضي الله تعالى عنهما . قال النووي في التقريب : وعن مسروق أنه قال : انتهى علم الصحابة إلى ستة : عمر وعلي وأبي وزيد وأبي الدرداء وابن مسعود ، ثم انتهى علم الستة إلى علي وعبد الله بن مسعود . قوله : ( وسقاه ) أي أيده ووضحه علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك النخعي
52
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 52