نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 49
الاعجاز . وقيل لا لان قلب الحقائق محال . والحق الأول إلى أن قال : تنبيه : كثيرا ما يسأل عن علم الكيمياء وتعلمه هل يحل أو لا ؟ ولم نر لاحد كلاما في ذلك . والذي يظهر أنه ينبني على هذا الخلاف ، فعلى الأول من علم العلم الموصل لذلك القلب علما يقينيا جاز له علمه وتعليمه إذ لا محذور فيه بوجه ، وإن قلنا بالثاني أو لم يعلم الانسان ذلك العلم اليقيني وكان ذلك وسيلة إلى الغش فالوجه الحرمة اه . ملخصا . وحاصله ، أنه إذا قلنا بإثبات قلب الحقائق ، وهو الحق ، جاز العمل به وتعلمه ، لأنه ليس لمن لان النحاس ينقلب ذهبا أو فضة حقيقة . وإن قلنا إنه غير ثابت لا يجوز غش ، كما لا يجوز لمن لا يعلمه حقيقة لما فيه من إتلاف المال أو غش المسلمين . والظاهر أن مذهبنا ثبوت انقلاب الحقائق بدليل ما ذكروه في انقلاب عين النجاسة ، كانقلاب الخمر خلا والدم مسكا ونحو ذلك ، والله أعلم . قوله : ( وعلم الموسيقي ) بكسر القاف : وهو علم رياضي يعرف منه أحوال النغم والايقاعات ، وكيفية تأليف اللحون ، وإيجاد الآلات . وموضوعه الصوت من جهة تأثيره في النفوس باعتبار نظامه في طبقته وزمانه . وثمرته بسط الأرواح وتعديلها وتقويتها وقبضها أيضا . مطلب في الكلام على إنشاد الشعر قوله : ( وهو أشعار المولدين ) أي الشعراء الذين حدثوا بعد شعراء العرب . قال في القاموس : المولدة : المحدثة من كل شئ ومن الشعراء لحدوثهم . وفي آ خر الريحانة للشهاب الخفاجي : بلغاء العرب في الشعر والخطب على ست طبقات : الجاهلية الأولى من عاد وقحطان . والمخضرمون ، وهم من أدرك الجاهلية والاسلام . والإسلاميون والمولدون والمحدثون والمتأخرون ومن ألحق بهم من العصريين . والثلاثة الأول هم ما في البلاغة والجزالة ، ومعرفة شعرهم رواية ودراية عند فقهاء الاسلام فرض كفاية ، لأنه به تثبت قواعد العربية التي بها يعلم الكتاب والسنة المتوقف على معرفتهما الاحكام التي يتميز بها الحلال من الحرام ، وكلامهم وإن جاز فيه الخطأ في المعاني لا يجوز فيه الخطأ في الألفاظ وتركيب المباني اه . قوله : ( من الغزال ) المراد به ما فيه وصف النساء والغلمان ، وهو في الأصل كما في القاموس : السم لمحادثة النساء ، وعطف عليه قوله ( والبطالة ) عطف عام على خاص لأنه نوع منها ، فشمل وصف حال المحب مع المحبوب أو مع عذالة من الوصل والهجر واللوعة والغرام ونحو ذلك . قال في المصباح : البطالة نقيض العمالة ، من بطل الأجير من العمل فهو بطال بين البطالة بالفتح ، وحكي بالكسر وهو أفصح وربما قيل بالضم . وذكر ابن عبد الرزاق أنه وجد بهامش المصباح بخط مصنفه ما حاصله : الفعالة بالفتح قد يكون وصفا للطبيعة كالرزانة والجهالة ، وبالكسر للصناعة كالتجارة ، وبالضم لما يرمي كالقلامة ، وقد يضمن اللفظ المعاني الثلاثة فيجوز فيه الحركات الثلاثة ، فالبطالة بالفتح لأنه وصف ثابت ، وبالكسر لأنه أشبه الصناعة للمداولة عليها ، وبالضم لأنها مما يرفض اه . أقول : وعلى هذا ، يمكن إشارة إلى أن المكروه منه ما داوم عليه وجعله صناعة له حتى غلب عليه وأشغله عن ذكر الله تعالى وعن العلوم الشرعية ، وبه فسر الحديث المتفق عليه وهو قوله ( ص ) ( لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا ) فاليسير من ذلك لا بأس به إذا
49
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 49