نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 44
نورا يمشي به في الناس ) - وهو العلم - ( كمن مثله في الظلمات ) - وهو الجاهل الغارق في ظلمات الجهل أو موتى القلوب . قال في الاحياء : وقال فتح الموصلي : المريض إذا منع الطعام والشراب والدواء أليس يموت ؟ قالوا : بلى . قال : كذلك القلب إذا منع عليه الحكمة والعلم ثلاثة أيام يموت . ولقد صدق ، فإن غذاء القلب العلم والحكمة وبه حياته ، كما أن غذاء الجسد الطعام ، ومن فقد العلم فقلبه مريض وموته لازم الخ . قال الشاعر أخو العلم حي خالد بعد موته * وأوصاله تحت التراب وميم وذو الجهل ميت وهو ماش على الثرى * يظن من الاحياء وهو عديم قوله : ( العلم يرفع المملوك الخ ) قال في الاحياء : وقال عليه الصلاة والسلام ( إن الحكمة تزيد الشريف شرفا ، وترفع المملوك حتى تجلسه مجالس الملوك ) وقد نبه بهذا على ثمرته في الدنيا ، ومعلوم أن الآخرة خير وأبقى . ه . ثم ذكر عن سالم بن أبي الجعد قال : اشتراني مولاي بثلاثمائة درهم فأعتقني ، فقلت : بأي حرفة أحترف ؟ فاحترفت بالعلم ، فما تمت لي سنة حتى أتاني أمير المدينة زائرا فلم آذن له . قوله : ( وإنما العلم الخ ) هذا بيت من بحر السريع ، وقوله ( لأربابه ) متعلق بمحذوف حال من ولاية ، لان نعت النكرة إذ قدم عليها أعرب حالا أو صفة للعلم ، إنما لم يعزل صاحبه لأنه ولاية إلهية لا سبيل للعباد إلى عزله منها . والمعتمد أن أولي الامر في قوله تعالى : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) هم العلماء كما سيذكره الشارح آخر كتاب وفي الاحياء قال أبو الأسود : ليس شئ أعز من العلم ، الملوك حكام على الناس ، والعلماء حكام على الملوك وفي معناه قول الشاعر إن الملوك ليحكمون على الورى * وعلى الملوك لتحكم العلماء قوله : ( إن الأمير الخ ) البيتان من مجزوء الكامل المرفل . يعنى ، أن الأمير الكامل ليس هو من إذا عزل صار من آحاد الرعية ، بل هو الذي إذا عزل من إمارة الولاية يبقي متصفا بإمارة الفضل والعلم . قوله : ( واعلم أن تعلم العلم الخ ) أي العلم الموصل إلى الآخرة أو الأعم منه . قال العلامي في فصوله : من فرائض الاسلام تعلم ما يحتاج إليه العبد في إقامة دينه وإخلاص عمله لله تعالى ومعاشرة عباده . وفرض على كل مكلف ومكلفة بعد علم الدين والهداية تعلم علم الوضوء والغسل والصلاة والصوم ، وعلم الزكاة لمن نصاب ، والحج لمن وجب عليه ، والبيوع
44
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 44