نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 11
إسم الكتاب : حاشية رد المحتار ( عدد الصفحات : 714)
الموصول بصلته انسحب عليه حكم الخطاب ، ولهذا قيل : قمتم . ومن زعم أنه من باب الالتفات لان آمنوا مغايبة وقمتم مواجهة فقدسها اه . ولا يخفي أنه فيما نحن فيه لم يتم الموصول بصلته : أي ، لم يأت الضمير بعد تمام الصلة ، فدعوى الالتفات فيه صحيحة . قوله : ( شرحت صدورنا ) أصل الشرح بسط اللحم ونحوه ، منه شرح الصدر : أي ، بسطه بنور إلهي . وقيل معناه التوسعة مطلقا ، ويقابله الضيق ، لقوله تعالى : ( فمن يرد الله أن يهديه ) [ الانعام : 125 ] الآية ، وفسر في آية - ( آلم نشرح ) - بتوسعته بما أودع فيه من العلم والحكمة ، وخص الصدور لأنها ظروف القلوب الملوك على سائر الجوارح ، لأنها محل العقل كما يأتي في باب خيار العيب ، أو المراد بها القلوب ، واتساعها كناية عن كثرة ما يدخل فيها من الحكم الإلهية والمعارف الربانية . قوله : ( بأنواع الهداية ) قال البيضاوي في تفسيره : الهداية دلالة بلطف ولذا تستعمل في الخير ، وقوله تعالى ( فاهدوهم إلى صراط الجحيم ) [ الصافات : 23 ] على التهكم ، وهداية الله تعالى تتنوع أنواعا لا يحصيها عدد ، لكنها تنحصر في أجناس مترتبة : الأولى ، إفاضة القوى التي بها يتمكن المرء من الاهتداء إلى مصالحة كالقوة العاقلة والحواس الباطنة والمشاعرة الظاهرة . والثاني ، نصب الدلائل الفارقة بين الحق والباطل والصلاح والفساد . والثالث ، الهداية بإرسال الرسل وإنزال الكتب . والرابع ، أن يكشف على قلوبهم السرائر ويريهم الأشياء كما هي بالوحي أو الالهام والمنامات الصادقة ، وهذا مختص بالأنبياء والأولياء اه . ملخصا . قوله : ( سابقا ) حال من مصدر شرحت ، أي ، جعلت صدورنا قابلة للخيرات حال كون الشرح سابقا أو صفة لذلك المصدر اه . أقول : أو صفة لزمان : أي ، زمانا سابقا فهو منصوب على الظرفية : أي ، حين أخذ الميثاق أو حين ولدنا على الفطرة أو عقلنا الدين الحق واخترنا البقاء عليه . وقوله : ( ونورت بصائرنا ) النور كيفية ظاهرة بنفسها مظهرة لغيرها ، والضياء أقوى منه وأتم ، ولذلك أضيف إلى الشمس في قوله تعالى : ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا ) [ يونس : 5 ] وقد يفرق بينهما بأن الضياء ضوء ذاتي ، والنور ضوء عارض وقد يقال : ينبغي أن يكون النور أقوى على الاطلاق ، لقوله تعالى : ( الله نور السماوات والأرض ) وإنما يتجه إذا لم يكن معناه في الآية المنور ، وقد حمله أهل التفسير على ذلك اه . حسن جلبي على المطول . والبصائر ، جمع بصيرة ، وهي قوة للقلب المنور بنور القدس يرى بها حقائق الأشياء بمثابة البصر للنفس كما في تعريفات السيد . قوله : ( بتنوير الابصار ) الباء للسببية ، فإن الانسان بنور بصره ينطر إلى عجائب المصنوعات لله تعالى وإلى الكتب النافعة ، وغير ذلك مما يكون سببا في العادة لتنوير البصيرة باكتساب المعارف . قوله ( لاحقا ) الكلام فيه كالكلام في سابقا ، إنما كان تنوير البصائر لاحقا : أي ، متأخرا عن شرح الصدور ، لان شرحها بالاهتداء إلى الاسلام كما يشير إليه قوله تعالى ( فمن يرد الله أن يهديه ) الآية : وهذا سابق عادة على تنوير البصائر بما ذكرناه وقال الخطائي في حاشية المختصر : قد شرح الصدر على تنوير القلب ، لان الصدر وعاء القلب ، وشرحه مقدم لدخول النور في القلب . قوله : ( وأفضت ) يقال أفاض الماء على نفسه : أي ، أفرغه . قاموس : ( من أشعة ) جمع شعاع بالضم : وهو ما تراه من الشمس كأنه الحبال مقبلة
11
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين جلد : 1 صفحه : 11