responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين    جلد : 1  صفحه : 562


العلامة اللقاني في شرح جوهرة التوحيد فقال : الثاني من المحرم أن يسأل المستحيلات العادية وليس نبيا ولا وليا في الحال : كسؤال الاستغناء عن التنفس في الهواء ليأمن الاختناق ، أو العافية من المرض أبد الدهر لينتفع بقواه وحواسه أبدا ، إذ دلت العادة على استحالة ذلك ، أو ولدا من غير جماع ، أو ثمار من غير أشجار ، وكذا قوله : اللهم أعطني خير الدنيا والآخرة لأنه محال ، فلا بد من أن يراد الخصوص بغير منازل الأنبياء ومراتب الملائكة ، ولا بد أن يدركه بعض الشرور ولو سكرات الموت ووحشة القبر ، فكله حرام . الثالث : أن يطلب نفي أمر دل السمع على نفيه ، كقوله : * ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) * ( البقرة : 682 ) الخ . مع أنه عليه الصلاة والسلام قال رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه فهي مرفوعة ، فيكون تحصيل الحاصل وهو سوء أدب ، مثل :
أوجب علينا الصلاة والزكاة ، إلا أن يريد بالخطإ العمد وبما لا يطاق الرزايا والمحن فيجوز اه‌ ملخصا . قال اللقاني : ورد هذا بعضهم بما قدمناه عن العز بن عبد السلام من أنه يجوز الدعاء بما علمت السلامة منه ا ه‌ ، ولذا قال الشارح : قيل والشرعية : أي لان أحسن الدعاء ما ورد في القرآن والسنة ، ومنه * ( ربنا لا تؤاخذنا ) * الآية فكيف ينهى عنه ، ولو كان الدعاء بتحصيل الحاصل منهيا لما ساغ الدعاء الصلاة على النبي ( ص ) ، ولا الدعاء له بالوسيلة ، ولا بقول المؤمن * ( اهدنا الصراط المستقيم ) * ( الفاتحة : 6 ) ولا بلعن الشياطين والكافرين ، ونحو ذلك مما فيه إظهار العجز والعبودية : أو الرغبة بحب النبي ( ص ) أو حب الدين ، أو النفرة عن فعل الكافرين ونحوهم - بخلاف قول الرجل :
اللهم اجعلني رجلا ونحوه مما لا فائدة فيه ، أو ما فيه تحكم على الله تعالى كطلب ما ليس أهلا لنيله ، أو ما كان مستحيلا فإنه من الاعتداء في الدعاء ، وقد قال الله تعالى : * ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ) * ( الأعراف : 55 وروي عن عبد الله بن مغفل رضي الله تعالى عنه أنه سمع ابنه يقول : اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها ، فقال : يا بني سل الله الجنة وتعوذ به من النار ، فإني سمعت رسول الله ( ص ) يقول : سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء .
مطلب في الدعاء المحرم قوله : ( والحق الخ ) رد على الامام القرافي ومن تبعه حيث قال : إن الدعاء بالمغفرة للكافر كفر لطلبه تكذيب الله تعالى فيما أخبر به ، وإن الدعاء لجميع المؤمنين بمغفرة جميع ذنوبهم حرام ، لان فيه تكذيبا للأحاديث الصحيحة المصرحة بأنه لا بد من تعذيب طائفة من المؤمنين بالنار بذنوبهم وخروجهم منها بشفاعة أو بغيرها ، وليس بكفر للفرق بين تكذيب خبر الآحاد القطعي ، ووافقه على الأول صاحب الحلية المحقق ابن أمير حاج ، وخالفه في الثاني وحقق ذلك بأنه مبني على مسألة شهيرة ، وهي أنه هل يجوز الخلف في الوعيد ؟ فظاهر ما في المواقف والمقاصد أن الأشاعرة قائلون بجوازه ، لأنه لا يعد نقصا بل جودا وكرما . وصرح التفتازاتي وغيره بأن المحققين على عدم جوازه ، وصرح النسفي بأنه الصحيح لاستحالته عليه تعالى ، لقوله : * ( وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي ) * ( ق 82 ، 92 ) وقوله تعالى : * ( ولن يخلف الله وعده ) * أي وعيده ، وإنما يمدح به العباد خاصة ، فهذا الدعاء يجوز على الأول لا الثاني .
مطلب في خلف الوعيد وحكم الدعاء بالمغفرة للكافر ولجميع المؤمنين

562

نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين    جلد : 1  صفحه : 562
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست