responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين    جلد : 1  صفحه : 139


اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ، وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك ناظرا إلى السماء . قوله : ( التوابين ) هم الذين كلما أذنبوا تابوا ، والمتطهرون الذين لا ذنب لهم .
زاد في المنية واجعلني من عبادك الصالحين ، واجعلني من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . قوله : ( وأن يشرب بعده من فضل وضوئه ) بفتح الواو : ما يتوضأ به . درر ، والمراد شرب كله أو بعضه كما في شرح المنية وشرح الشرعة ، ويقول عقبه كما في المنية : اللهم اشفني بشفائك ، وداوني بدوائك ، واعصمني من الوهل والأمراض والأوجاع . قال في الحلية : والوهل هنا بالتحريك : الضعف والفزع ، ولم أقف على هذا الدعاء مأثورا ، وهو حسن ا ه‌ .
بقي شئ ، وهو أن الشرب من فضل الوضوء فيما لو توضأ من إناء كإبريق مثلا ، أما لو توضأ من نحو حوض فهل يسمى ما فيه فضل الوضوء فيشرب منه أو لا ؟ فليحرر هذا ، وفي الذخيرة عن فتاوي أبي الليث : الماء الموضوع للشرب لا يتوضأ به ما لم يكن كثيرا ، والموضوع للوضوء يجوز الشرب منه . ثم نقل عن ابن الفضل أنه كأن يقول بالعكس . فعلى هذا هل له الشرب من فضل الوضوء لأنه من توابعه أم لا ؟ والظاهر الأول . تأمل . قوله : ( كماء زمزم ) التشبيه في الشرب مستقبلا قائما لا في كونه بعد الوضوء ، فلذا قال ط : الأولى تأخيره عن قوله : قائما .
مطلب في مباحث الشرب قائما قوله : ( أو قاعدا ) أفاد أنه مخير في هذين الموضعين ، وأنه لا كراهة فيهما في الشرب قائما بخلاف غيرهما ، وأن المندوب هنا هو الشرب من فضل الوضوء لا بقيد كونه قائما خلاف ما اقتضاه كلام المصنف ، لكن قال في المعراج : قائما . وخيره الحلواني بين القيام والقعود . وفي الفتح : قيل وإن شاء قاعدا ، وأقره في البحر ، واقتصر على ما ذكره المصنف في المواهب والدرر والمنية والنهر وغيرها . وفي السراج : ولا يستحب الشرب قائما إلا في هذين الموضعين ، فأستفيد ضعف ما مشى عليه الشارح كما نبه عليه ح وغيره . قوله : ( وفيما عداهما يكره الخ ) أفاد أن المقصود من قوله قائما عدم الكراهة لا دخوله تحت المستحب ، ولذا زاد قوله : أو قاعدا .
واعلم أنه ورد في الصحيحين أنه ( ص ) قال : لا يشربن أحد منكما قائما ، فمن نسي فليستقئ وفيهما : أنه شرب من زمزم قائما وروى البخاري عن علي رضي الله عنه : أنه بعد ما توضأ قام فشرب فضل وضوئه وهو قائم ، ثم قال : إن ناسا يكرهون الشرب قائما ، وإن النبي ( ص ) صنع مثل ما صنعت وأخرج ابن ماجة والترمذي عن كبشة الأنصارية رضي الله عنها : أن رسول الله ( ص ) دخل عليها وعندها قربة معلقة فشرب منها وهو قائم ، فقطعت فم القربة تبتغي بركة موضع في رسول الله ( ص ) وقال الترمذي : حسن صحيح غريب . فلذا اختلف العلماء في الجمع ، فقيل إن النهي ناسخا للفعل ، وقيل بالعكس ، وقيل إن النهي للتنزيه ، والفعل لبيان الجواز . وقال النووي إنه الصواب . واعترضه في الحلية بحديث علي المار حيث أنكر على القائلين بالكراهة ، وبما أخرجه الترمذي وغيره ، وحسنه عن ابن عمر : كنا نأكل في عهد رسول الله

139

نام کتاب : حاشية رد المحتار نویسنده : ابن عابدين    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست