نام کتاب : البحر الرائق نویسنده : ابن نجيم المصري جلد : 1 صفحه : 609
لم يكن فيه فسق ظاهر اه . وأشار المصنف إلى أنهما لو استويا في سائر الفضائل إلا أن أحدهما أقدم ورعا قدم ، وقد صرح به في فتح القدير . ثم اقتصر المصنف على هذه الأوصاف الأربعة أعني العلم والقراءة والورع والسن ، وقد ذكروا أوصافا آخر . ففي المحيط : فإن استويا في السن قالوا أحسنهما خلقا أولى ، فإن استويا فأحسنهما وجها أولى . وفسر الشمني الخلق بالألف بين الناس ، وفسر المصنف في الكافي أحسنهم وجها بأكثرهم صلاة بالليل للحديث من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار وإن كان ضعيفا عند المحدثين . وذكر في البدائع أنه لا حاجة إلى هذا التكلف بل يبقى على ظاهره لأنه صباحة الوجه سبب لكثرة الجماعة خلفه . وقدم في فتح القدير الحسب على صباحة الوجه ، فإن استووا فأشرفهم نسبا . وزاد الإمام الأسبيجابي على ذلك أوصافا ثلاثة أخرى وهي : فإن استووا فأكبرهم رأسا وأصغرهم عضوا ، فإن استووا فأكثرهم مالا أولى حتى لا يطلع على الناس ، فإن استووا في ذلك فأكثرهم جاها أولى . وزاد في المعراج ثاني عشر وهو أنظفهم ثوبا . واختلف في المسافر مع المقيم قيل هما سواء ، وقيل المقيم أولى ، وينبغي ترجيحه كما لا يخفى . وفي الخلاصة : وإن اجتمعت هذه الخصال في رجلين فإنه يقرع بينهما أو الخيار إلى القوم . وأشار المصنف بالأحقية إلى أن القوم لو قدموا غير الأقرأ مع وجوده فإنهم قد أساءوا ولكن لا يأثمون كما في التنجيس وغيره . وهذا كله فيما إذا لم يكونا في بيت شخص ، أما إذا كانا في بيت إنسان فإنه يكره أن يؤم ويؤذن . وصاحب البيت أولى بالإمامة إلا أن يكون معه سلطان أو قاض فهو أولى لأن ولايتهما عامة . كذا ذكر الأسبيجابي ، ويشهد له حديث الصحيحين السابق . وفي السراج الوهاج : ويقدم الوالي على الجميع وعلى إمام المسجد ، وصاحب البيت والمستأجر أولى من المالك لأنه أحق بمنافعه ، وكذا المستعير أولى من المعير اه . وفي تقديم المستعير نظر لأن للمعير أن يرجع أي وقت شاء بخلاف المؤجر . وفي الخلاصة وغيرها : رجل أم قوما وهم له كارهون ، إن كانت الكراهية لفساد فيه أو لأنهم أحق بالإمامة يكره له ذلك ، وإن كان هو حق بالإمامة لا يكره له ذلك اه . وفي بعض الكتب : والكراهة على القوم وهو ظاهر لأنها ناشئة عن الأخلاق الذميمة . وينبغي أن تكون تحريمية في حق الإمام في صورة الكراهة لحديث أبي داود عن ابن عمر مرفوعا ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة : من تقدم قوما وهم له كارهون ، ورجل أتى الصلاة دبارا . والدبار أن يأتيها بعد أن تفوته - ورجل اعتبد محرره ( 1 ) كذا في شرح المنية .
609
نام کتاب : البحر الرائق نویسنده : ابن نجيم المصري جلد : 1 صفحه : 609