نام کتاب : البحر الرائق نویسنده : ابن نجيم المصري جلد : 1 صفحه : 577
صرح المفسرون بأن والدي سيدنا نوح كانا مؤمنين . ثم ظاهر ما في المنية أنه يجوز الدعاء بالمغفرة لجميع المؤمنين جميع ذنوبهم ، وفد صرح القرافي بتحريمه لأن فيه تكذيبا للأحاديث الصحيحة المصرحة بأنه لا بد من تعذيب طائفة من المؤمنين بالنار وخروجهم منها شفاعة أو بغير شفاعة ، ودخولهم النار إنما هو بذنوبهم . ولا يوجب الكفر كالدعاء للمشرك بها للفرق بين تكذيب الآحاد والقطعي ، وأما قول الداعي اللهم اغفر لي ولجميع المسلمين فيجوز أن يريد بالمغفرة له المغفرة من جميع الذنوب ، وأما لجميع المسلمين فإن أراد المغفرة من حيث الجملة ولم يشركهم فيما طلبه لنفسه فهو جائز ، وإن أراد المغفرة لكل أحد من جميع ذنوبه فهو المحرم الذي ذكرناه . وتعقبه الكرماني شارح البخاري ورده في شرح منية المصلي وأطال الكلام ، والحق أنه يكون عاصيا بالدعاء للكافر بالمغفرة غير عاص بالدعاء بالمغفرة لجميع المؤمنين لأن العلماء اختلفوا في جواز العفو عن المشرك عقلا ، قيل بالجواز لأن الخلف في الوعيد كرم فيجوز من الله تعالى وإن كان المحققون على خلافه كما ذكره التفتازاني في شرح العقائد . وقد قال العلامة زين العرب في شرح المصابيح من بحث الايمان : ليس بحتم عندنا - أي أهل السنة - أن يدخل النار أحد من الأمة بل العفو عن الجميع مرجو لموجب قوله تعالى * ( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) * ( النساء : 48 ) وقوله تعالى * ( إن الله يغفر الذنوب جميعا ) *
577
نام کتاب : البحر الرائق نویسنده : ابن نجيم المصري جلد : 1 صفحه : 577