نام کتاب : البحر الرائق نویسنده : ابن نجيم المصري جلد : 1 صفحه : 217
على سمعي يفيده ، وأين ذلك ؟ بل المأثور عن ابن عباس وابن الزبير خلافه . واختار بعض المتأخرين أن الأظهر إن أمكن سد منابع الماء من غير عسر سدت وأخرج ما فيها من الماء ، وإن عسر ذلك فإن علم أن كون محل الماء منها على منوال واحد طولا وعرضا في سائر أجزائه أرسل في الماء قصبة وعمل في ذلك بما قدمناه ، وإن لم يقع العلم بذلك فإن أمكن العمل بمقداره من عدلين لهما بصارة بمياه الآبار أخذ بقولهما ، وإن تعذر العلم بمقدار الماء من عدلين بصيرين بذلك نزحوا حتى يظهر لهم العجز بحسب غلبة ظنهم ا ه . وهذا تفصيل حسن للمتأمل فليكن العمل عليه . قوله ( ونجسها منذ ثلاث فارة منتفخة جهل وقت وقوعها وإلا مذ يوم وليلة ) أي نجس البئر منذ ثلاثة أيام بلياليها فأرة ميته منتفخة لا يدري وقت وقوعها وإن لم تكن منتفخة نجسها مذ يوم وليلة . قال المصنف في المستصفى : أي مذ ثلاث ليال إذ لو أريد به الأيام لقال مذ ثلاثة لكن الليالي تنتظم ما بإزائها من الأيام كما أن الأيام تنتظم ما بإزائها من الليالي كقوله تعالى * ( أربعة أشهر وعشرا ) * ( البقرة : 234 ) أي وعشر ليال بأيامها اه . فعلم أنه لا حاجة إلى ما ذكر الزيلعي هنا . أعلم أن البئر تنجس من وقت وقوع الحيوان الذي وجد ميتا فيها إن علم ذلك الوقت وإن لم يعلم فقد صار الماء مشكوكا في طهارته ونجاسته ، فإذا توضؤوا منها وهم متوضؤون أو غسلوا ثيابهم من غير نجاسة فإنهم لا يعيدون إجماعا لأن الطهارة لا تبطل
217
نام کتاب : البحر الرائق نویسنده : ابن نجيم المصري جلد : 1 صفحه : 217