نام کتاب : ينابيع الأحكام في معرفة الحلال والحرام نویسنده : السيد علي الموسوي القزويني جلد : 1 صفحه : 878
والروض [1] أيضاً ، وفي المدارك : " القول بكراهة سؤر الحيّة للشيخ في النهاية وأتباعه " [2] ، لكنّ المنقول من عبارته في النهاية لعلّه ليس صريحاً في إرادة الكراهة بالمعنى المصطلح عليه ، فإنّه قال : " إذا وقعت الفأرة والحيّة في الآنية ، أو شربتا منها ، ثمّ خرجتا [ حيّاً ] لم يكن به بأس ، والأفضل ترك استعماله على كلّ حال " [3] . فإنّ التعبير بأفضليّة الاجتناب يقتضي إرادة المرجوحيّة بالإضافة إلى الغير ، لا المرجوحيّة الذاتيّة على حدّ ما يراد من الكراهة حيثما تضاف إلى العبارات على بعض الوجوه المذكورة فيها ، ولك أن تأخذ قوله أوّلا : " لم يكن به بأس " مؤيّداً له ، بناءً على بعض الوجوه المتقدّمة من ظهوره لكونه نكرة في سياق النفي في نفي جميع أفراد البأس الّتي منها الكراهة المصطلحة . وكيف كان . فعن ظاهر المعتبر [4] والمنتهى [5] إنكار الكراهة هنا ، بل هو صريح المدارك [6] قائلا : والأظهر انتفاء الكراهة كما اختاره في المعتبر ، لصحيحة عليّ ابن جعفر عن أخيه موسى ( عليه السلام ) قال : سألته عن الغطاية ، والحيّة ، والوزغ تقع في الماء فلا تموت ؟ أيتوضّأ للصلاة ؟ فقال : " لا بأس به " [7] . وأنت بملاحظة ما مرّ مراراً تقدر على دفع هذا الاستدلال . نعم ، العمدة في المقام ملاحظة ما يكون مستنداً للقول بالكراهة الّذي صار إليه من الأساطين من عرفتهم ، فإنّه مشهور جدّاً ، حتّى أنّه في شرح الدروس : " إنّي لم أجد نقل خلاف في الحيّة " [8] فلك أن تعتمد على ما تقدّم من عموم مرسلة وشّاء [9] ، بناءً على أنّ الحكم ممّا يتسامح فيه ، وعلى خبر أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن حيّة دخلت حبّاً فيه ماء ، وخرجت منه ؟ قال : " إن وجد ماء غيره فليهرقه " [10] بناءً على حمل الأمر بالإهراق على إرادة الندب ، لعدم قائل فيه بالوجوب ، أو على كونه مبالغة في