وافقتموني على هذا [1] . يوقفنا هذا النص على بعض الأساليب التي اتبعها عثمان في ترسيخ اتجاهه الوضوئي وهو : دعوته لبعض من الصحابة في فترات متعاقبة ليريهم وضوءه ! وهنا . . نتساءل : هل الصحابة في حاجة لرؤية وضوء الخليفة ، أم أن الغاية من إشهادهم على الوضوء تتعلق بإسكات أفواه المعارضة ؟ كيف يمكن لنا أن نتصور صحابيا لا يعرف وضوء النبي ( ص ) بعد مضي ما يقارب نصف قرن من ظهور الإسلام ؟ ! وإذا فرضنا حصول ذلك ، فهل يجوز لنا أن نسميه صحابيا ؟ ثم . . لماذا ذلك السعي الحثيث من قبل عثمان لتعليم المسلمين وضوءه ؟ ولماذا لم يفعل ذلك كل من الخليفتين أبي بكر وعمر . . ألم يكونا أولى منه بتعليم الوضوء ، إن كان ضروريا ؟ نستفيد من النص المذكور أمرين آخرين : الأول : قوة معارضي عثمان ، وسعي الخليفة في الاستنصار ببعض أصحابه وخاصته لتأييده فيما يرويه ويحكيه عن رسول الله ( ص ) . الثاني : ضعف موقف الخليفة وعجزه أمام ( الناس ! . . ) ويستشف ذلك من نقطتين : الأولى : اتخاذه سياسة الدفاع ، لا الهجوم كما هو المشاهد في حديث حمران السابق ، بقوله : ( لا أدري ما هي ؟ ! إلا إني رأيت رسول الله يتوضأ نحو وضوئي ) ، وما رواه أبو علقمة : ( دعا ناسا من أصحاب رسول الله ) ، وقوله : ( الحمد لله الذي وافقتموني على هذا ) ، وغيرها من النصوص الدالة على الضعف - مما ستقف عليه لاحقا - بالإضافة إلى تجنيده مواليه - كحمران وابن دارة - لنقل أخبار وضوئه للناس والتأكيد على أن ذلك هو وضوء رسول الله ،
[1] كنز العمال 9 : 441 / 26883 ، عن الدارقطني 1 : 85 / 9 .