فقد ضل وأضل [1] ، في حين نراه بعد أسطر من كلامه هذا ينقل عن جملة من الصحابة - يزيدون على العشرة - أنهم قد كانوا يقولون بالمسح ! وكذا الحال بالنسبة للشهاب الخفاجي في قوله : ومن أهل البدع ، من جوز المسح على الأرجل بدون الخف ، مستدلا بظاهر الآية [2] . وقال الآلوسي : لا يخفى إن بحث الغسل والمسح ، مما كثر فيه الخصام ، وطالما زلت الأقدام . . . إلى أن يقول : . . . فلنبسط الكلام في تحقيق ذلك ، رغما لأنوف الشيعة السالكين من كل سبل حالك [3] . كيف يتحامل هؤلاء على الشيعة ، والصحاح المعروفة مليئة بما يدل على مشروعية المسح ؟ ! وهل أن أتباع رأي فقهي لا يرتضيه الآخرون ، يعد في قاموس ابن كثير والخفاجي وأضرابهما ضلالة ؟ ألم يكن معنى الضلالة ، هو الابتعاد عن الطريق ، وهل أن الشيعة الإمامية قد ابتعدوا حقا عن وضوء رسول الله ( ص ) ، أم أنهم قد ثبتوا عليه رغم سياسات الحكام الضاغطة ؟ وهل أن المسح على الأرجل هو وضوء المبتدعة ، أم أنها سنة رسول الله وما نزل به القرآن ؟ وهل أن أولئك الصحابة - الذين رووا المسح - كذبوا على رسول الله ، أم أنه ( ص ) فعل ما يوقع الناس في الالتباس - والعياذ بالله - أم أن السياسة بوسائلها الإعلامية هي التي شوهت هذه السنة خلال العصور ، لدواعي لها ؟ ! ألم يكن وضوء الشيعة هو وضوء الناس الذين مثلوا الامتداد لوضوء النبي الأكرم ( ص ) ، بعد أن عارضوا عثمان ، وتمسكوا بوضوء رسول الله ( ص ) وكانوا
[1] تفسير القرآن العظيم ، لابن كثير 2 : 45 . [2] حاشية الشهاب على البيضاوي 3 : 221 . [3] روح المعاني 6 : 74 .