لو كانت كذلك ، فلماذا تغار من بقية زوجات النبي ، فتكسر أواني أم سلمة [1] ، وحفصة [2] ، وصفية [3] . . ورسول الله يأمرها بالاقتصاص : ( طعام كطعامها ، وإناء كإنائها ) ! و . . . . ولماذا تنازع سودة لقولها : عدي وتيم [4] ؟ . . وما معنى مراوغتها لبقية زوجات النبي ( ص ) ، وقولها لمليكة عندما أراد الرسول أن يبني بها : أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيك [5] ، أو قولها لأسماء بنت النعمان : إذا أردت أن تحظي عند الرسول فتعوذي بالله [6] ! . . فإنها لو كانت حظية عنده ( ص ) ، فما معنى هذه الأعمال ، وهل هناك ضرورة لمثل هذه التصرفات ؟ ولماذا تظاهرت هي وحفصة على مارية حتى تحرم عليه ( ص ) [7] ! ولو كان رسول الله ( ص ) قد خصها بمعرفة بعض الأحكام أو اختصت بها فلم تغار من خديجة وهي ميتة ، وتقول : غرت على كثرة ذكر رسول الله إياها ، وثنائه عليها ، وقد أوحى الله إلى رسوله أن يبشرها ببيت في الجنة [8] ! وتخالفها ضراتها من نساء النبي ؟ !
[1] سنن النسائي 7 : 70 . [2] مسند أحمد 6 : 111 . [3] مسند أحمد 6 : 277 ، وانظر : المستدرك 4 : 29 ، طبقات ابن سعد 8 : 127 ، سنن ابن ماجة 1 : 636 / 1980 . [4] انظر : الإجابة ، للزركشي : 18 . [5] طبقات ابن سعد 8 : 148 ، تاريخ الإسلام ، للذهبي ( السيرة النبوية ) : 595 ، الإصابة 4 : 410 / 1016 . [6] طبقات ابن سعد 8 : 145 - 146 ، مستدرك الحاكم 4 : 37 ، درر الأحاديث النبوية : 106 . [7] تفسير الطبري 28 : 101 ، صحيح البخاري 6 : 195 ، صحيح مسلم 2 : 1108 / 31 ، 34 ، مسند أحمد 1 : 48 . [8] الإستيعاب 4 : 1823 - 1824 ، تاريخ الإسلام ، للذهبي ( السيرة النبوية ) : 238 ، سنن ابن ماجة 1 : 643 / 1997 ، سنن الترمذي 3 : 249 / 2086 .