إسم الكتاب : وضوء النبي ( ص ) ( عدد الصفحات : 472)
بعدالة كل الصحابة ، أو قولنا بمعذورية الأخذ بأيهما لقوله ( ص ) : ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) ، وكيف يصح الاختلاف في أمة هي خير الأمم لقوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس . . . ، والآن نتساءل : هل حقا أن رأي الجميع حجة ؟ وكل القواعد المرسومة في الفقه هي قواعد صحيحة سديدة تماما لا مجال فيها لخطأ أو أشباه ؟ ! أم أن هناك بعض المفاهيم والرؤى حكومية المنبع يجب التوقف عندها ومعاودة النظر ؟ ! تغيير بعض المفاهيم الروائية هل يصح ما قيل عن اختلاف الأمة وأن هذا الاختلاف رحمة للمؤمنين ، لأنهم في الخيار : من أين مذهب شاءوا أخذوا ؟ ! وكيف يتطابق هذا المفهوم مع ما قيل عن رسول الله ( ص ) : ( ستفترق أمتي إلى نيف وسبعين فرقة . فرقة ناجية ، والباقي في النار ) ؟ ! ومن هي تلك الفرقة الناجية ؟ وكيف تكون الفرقة الناجية واحدة من بين الجميع ، ويكون عمل الجميع صحيحا ؟ ولم لم يقل النبي ( ص ) مثلا : كلها ناجية وواحدة في النار ؟ ! أليس هناك تضارب بين هذه الروايات إن لم نقل التناقض ؟ ! وما هو حكم الله الأحد والمنزل في الكتاب الواحد ؟ وهل حقا أن مفهوم ( اختلاف أمتي رحمة ) هو مما قاله فقهاء العامة ، أم ما قاله الصادق من آل محمد وهو في معرض جوابه عن اعتراض السائل : إذا كان اختلافهم رحمة . . فباجتماعهم نقمة ؟ ! قال جعفر بن محمد الصادق : ليس حيث ذهبت ويذهبون - يعني في تفسير هذا الحديث - إنما قصد رسول الله ( ص ) اختلاف بعضهم إلى بعض ، يعني يسافر بعضهم إلى بعض وينظر إليه ويقصده لأخذ العلم عنه ، واستدل على ذلك بقوله تعالى : ( فلولا نفر من كل طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) ثم أضاف قائلا : فإذا اختلفوا في الدين صاروا حزب إبليس .