فغضب الرشيد ، وقام من مجلسه [1] . استنتاج استبان من هذا كله أن فقه الإمام زيد لا يبتعد عن فقه عبد الله بن الحسن ومحمد الباقر وجعفر الصادق ، بل كلهم سليل بيت النبوة ، وأبناء علي والزهراء ، وأن الارتباط والائتلاف الديني ملحوظ بينهم ، وقد وقفت على بعض النصوص الدالة على ذلك . فلو كان مذهب زيد غير مذهب الباقر والصادق ، لما ترحموا عليه ، ولما كان يذكر بتلك الجلالة في كتب الرجال عند الشيعة ، ولما قالوا عنه بأنه يعرف ناسخ القرآن من منسوخه ، وأنه سيد أهله ، و . . . وكذا الحال بالنسبة إلى بني الحسن ، فقد دعا الصادق لهم : جاء في مقاتل الطالبيين ، عن أبي غسان ، قال : إني لواقف بين القبر والمنبر إذ رأيت بني الحسن يخرج بهم من دار مروان مع أبي الأزهر ، يراد بهم الربذة ، فأرسل إلي جعفر بن محمد ، فقال : ( ما وراءك ؟ ) قلت : رأيت بني الحسن يخرج بهم في محامل ! فقال : ( أجلس . فجلست . . . فقال : فدعا غلاما له ، ثم دعا ربه كثيرا ، ثم قال لغلامه : ) اذهب ، فإذا حملوا فأت فأخبرني . قال : فأتاه الرسول ، فقال : قد أقبل بهم . فقام جعفر ، فوقف وراء ستر شعر أبيض من ورائه ، فطلع بعبد الله بن الحسن ، وإبراهيم بن الحسن ، وجميع أهلهم ، كل واحد منهم معادله مسود . . فلما نظر إليهم جعفر بن محمد ، هملت عيناه حتى جرت دموعه على لحيته ، ثم أقبل علي ، فقال : ) يا أبا عبد الله ، والله ما وفت الأنصار ، ولا أبناء الأنصار لرسول الله ( ص ) بما أعطوه من البيعة على العقبة ( ! . . . ثم روى الصادق عن جده