نام کتاب : هيويات فقهية نویسنده : أحمد الماحوزي جلد : 1 صفحه : 92
" أيّ " لكنها هنا متعينة للشمول الاستغراقي ، والقرينة على ذلك أن الرواية في صدد التأكيد والحث على التثبت في المقام . والقرينة الأخرى على ذلك موثقة سماعة حيث أن لسانها متعرض لنفس البحث والسؤال وهي تصرح وتركز على التثبت في تثبيت الهلال ، قال : أنه سأل أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن شهر رمضان يختلف فيه ؟ قال : " إذا اجتمع أهل مصر للرؤية فاقضه إذا كان أهل المصر خمسمائة انسان " [1] . فالرواية لا تتعرض لاطلاق المصر وإنما تتعرض لنكتة التثبت والتشدد في قبول الشهادة ، فهي تركز على جهة الاتقان في شرائط الشهادة . والرواية إذا كانت في صدد شئ معين ، لا يحرز أنها في صدد جهات أخرى ، وغير المشهور استفاد من كلمة " جميع " معنى " أيّ " ببركة مقدمات الاطلاق ، وأحد مقدمات الاطلاق أن يكون المخاطب في صدد بيان العموم البدلي من جهة الأمصار ، والحال أن الرواية كما هو واضح ليست في هذا الصدد . وقوله ( عليه السلام ) " من جميع أهل الصلاة " ظاهر ابتداءاً وبالرؤية في الشمول الاستغراقي لا البدلي ، وقوله ( عليه السلام ) في الرواية " إلاّ أن يقضي أهل الأمصار ، فان فعلوا فصمه " قرينة على أن " جميع " بمعنى " كل " أي للشمول الاستغراقي . وأما صحيحة هشام بن الحكم وغيرها من الروايات في المقام ، فهي ليست صريحة في المبدأ والمنتهى ، وإنما هي صريحة في بيان الاتحاد في العدد بين الآفاق ، وقد تقدم تصوره على كلا القولين على مبنى وحدة عدة الشهر في كل النقاط ، وأما على مبنى اختلاف العدة بين النقاط في كل شهر كما هو التحقق فتحمل الرواية على المتقاربة كما تقدم مفصلا في النقض السادس في الدليل العقلي .