نام کتاب : هيويات فقهية نویسنده : أحمد الماحوزي جلد : 1 صفحه : 100
على عدم العبرة بتطويق الهلال وطول مكثه وارتفاعه عن الشفق وما أشبه هذه العلامات ولا ينسجم ذلك إلاّ مع قول المشهور ، إذ بناءا على قول غير المشهور لا شك في دلالة طول مكث الهلال على طول خروجه من تحت الشعاع ، وعلى أنه ابتعد عن الشمس كثيرا ، فالبلد الذي رؤى فيه بهذا العلامة ليس هو أول بلد الرؤية قطعاً . من هذه الروايات صحيحة أبى علي بن راشد قال : كتب إليَّ أبو الحسن العسكري ( عليه السلام ) كتابا وأرخّه يوم الثلاثاء لليلة بقيت من شعبان ، وذلك في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، وكان يوم الأربعاء يوم شك ، وصام أهل بغداد يوم الخميس وأخبروني أنهم رأوا الهلال ليلة الخميس ، ولم يغب إلاّ بعد الشفق بزمان طويل ، قال : فاعتقدت أن الصوم يوم الخميس وأن الشهر كان عندنا ببغداد يوم الأربعاء ، قال : فكتب إليّ : زادك الله توفيقا فقد صمت بصيامنا ، قال : ثم لقيته بعد ذلك فسألته عمّا كتبت به إليه ، فقال لي : أو لم أكتب إليك انما صمت الخميس ولا تصم إلاّ للرؤية " [1] . فهذه الصحيحة تقيد اطلاق روايات القضاء . بيان التقييد : لنفترض أن اليوم يوم شتوي فنهاره 10 ساعات ، فإذا رؤى الهلال عند الغروب وطال مكثه بعد الشفق ، بحيث صار عندنا قطع أن القمر خرج من تحت الشعاع بالحساب الهيوي قبل 12 ساعة ، أي قبل الفجر بساعتين ، فنحن مشتركون مع ذلك البلد الذي رؤي فيه الهلال أولا ، فيجب أن نعتد به مع أن هذه الرواية وغيرها دالة على طرح العلامات مطلقاً فهي تدل على اختلاف حكم الآفاق ، وإلاّ لوجب العمل بالعلامات .
[1] الوسائل : أبواب احكام شهر رمضان باب 9 حديث 1 .
100
نام کتاب : هيويات فقهية نویسنده : أحمد الماحوزي جلد : 1 صفحه : 100