نام کتاب : نهاية التقرير في مباحث الصلاة نویسنده : الشيخ الفاضل اللنكراني جلد : 1 صفحه : 12
حقّا لقد كانت هذه المرحلة فترة غنية بالعلم والمعرفة ، حيث صقلت شخصيته ، وعمقت مداركه ، وبرّزت مواهبه ، فبروجرد لم تكن مدينة بعيدة عن الأجواء العلمية الحوزوية أبدا ، بل هي مدينة عريقة بحوزتها ، وحافلة بعلومها وعطائها الثرّ وأساتذتها ، وبعلماء كبار وطلبة أفاضل . هيّأت هذه الأجواء لسيّدنا فرصة عظيمة لتلقّي العلم ، والخوض في أعماقه ونواحيه المختلفة ومجالاته المتنوّعة قبل أن يكون ركنا من أركان الحوزات الشيعية ، وعلما من أعلامها ، ومنارا من مناراتها ، ومرجعا كبيرا للطائفة . يقول السيد المحقّق الجلالي عن هذه الفترة : . فكانت تلك السنون التي ناهزت الست والثلاثين سنة إلى حين مغادرته المدينة في 1364 ه فرصة قيّمة لتركيز معارفه وتكنيزها ، تلك التي ضمّت أسرار نبوغ السيد وطلوع شخصيته المرموقة . فقد وجد في البلد العدّة الكافية من المصادر والعدد الكافي من المحصلين والباحثين لإلقاء الدروس عليهم والتحاور معهم ، مع المواظبة والملازمة على الأعمال العلمية المتواصلة دون انقطاع طيلة المدة التي عاشها السيّد وقتئذ ، حيث كان يلقي الدرس صباحا ومساء ، كما كان يستوعب كلّ درس ساعة من الزمن . وكانت حصيلتها التألق في سماء الفقه والأصول والحديث والرجال ، العلوم التي هي الملاك الأساسي للمرجعية الدينية . وقد استفاد السيد في هذه البلدة من كل الإمكانات المتاحة لتركيز مبانيه العلمية متزوّدا من الطبيعة الطيبة التي تمتاز بها ، ومن الهدوء والاحترام الذي يتمتّع به بيته الكريم ، ومن قوّة شخصيته الفذّة التي كانت سببا لالتفاف أهل الفضل والعلم حوله ، والأهم من الجميع قلَّة المشاغل غير العلمية التي تعوق ذوي الفضل عن التفرّغ للبحث والتحقيق والتوفّر على مسائل العلم [1] .