responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نتائج الأفكار ، الأول نویسنده : الشيخ علي الكريمي الجهرمي    جلد : 1  صفحه : 90


ثالثها : أن يكون حكم الإمام بذلك لأجل أنه عليه السلام كان عالما بأنه لا يبتلى بأكل النجس ولا يصادف له ذلك لانتحال أهله الاسلام واقبالهم إلى دين الله قبل مصادفة الأكل معهم . فمع وجود هذه الاحتمالات كيف يمكن الحكم بطهارتهم بمجرد تجويزه الأكل معهم ؟ وإذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال .
ثم إن في هذه الرواية كلاما من جهة أخرى وإن لم تكن مرتبطة بمسئلتنا ، وهي أن الراوي صرح بأن أهله يشربون الخمر ، ومع ذلك أجاز الإمام الأكل و الشرب معهم بعد أن قال زكريا بأنهم لا يأكلون لحم الخنزير وقد فرق بين الخمر والخنزير وهذا يدل على طهارة الخمر .
ويمكن دفع هذا الاشكال بأن آنية الخمر غير آنية الطعام فإن للشراب إناءا خاصا به وللطعام إناءا آخر ، هذا بالنسبة إلى الإناء .
وأما بالنسبة إلى الشفة ونجاستها ففيها أنه لا ملازمة بين نجاسة الخمر و نجاسة الشفة فمن الممكن شرب الخمر بنحو لا يتنجس خارج الفم وظاهره .
وإن أبيت إلا عن دلالة هذه الجملة على طهارته فنقول : إنه قد جوز ذلك للاضطرار إليه ، أو نقول : إن هذه الرواية من الروايات الدالة على طهارة الخمر و عند معارضتها للأخبار الدالة على النجاسة تقدم الثانية وتطرح ما دلت على الطهارة .
ثم لا يخفى عليك إن هذه الرواية منقولة في الكافي بتفصيل غير مذكور في هذا النقل فراجع . 1


1 . في أصول الكافي ج 2 ص 160 عن زكريا بن إبراهيم قال : كنت نصرانيا فأسلمت وحججت و دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت : إني كنت على النصرانية وإني أسلمت ، فقال : وأي شئ رأيت في الاسلام ؟ قلت : قول الله عز وجل : " ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء " فقال : لقد هداك الله ، ثم قال : اللهم اهده - ثلاثا - سل عما شئت يا بني فقلت : إن أبي وأمي على النصرانية وأهل بيتي ، وأمي مكفوفة البصر فأكون معهم وآكل في آنيتهم ؟ فقال يأكلون لحم الخنزير ؟ فقلت : لا ولا يمسونه ، فقال : لا بأس فانظر أمك فبرها ، فإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك ، كن أنت الذي تقوم بشأنها ولا تخبرن أحدا أنك أتيتني حتى تأتيني بمنى إن شاء الله قال : فأتيته بمنى والناس حوله كأنه معلم صبيان هذا يسأله وهذا يسأله فلما قدمت الكوفة ألطفت لأمي وكنت أطعمها وأفلي ثوبها ورأسها وأخدمها فقالت لي : يا بني ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني فما الذي أرى منك منذ هاجرت فدخلت في الحنيفية ؟ فقلت : رجل من ولد نبينا أمرني بهذا فقالت : هذا الرجل هو نبي ؟ فقلت : لا ولكنه ابن نبي فقالت : يا بني هذا نبي إن هذه وصايا الأنبياء ، فقلت : يا أمه إنه ليس يكون بعد نبينا نبي ولكنه ابنه فقالت : يا بني دينك خير دين ، اعرضه علي فعرضته عليها فدخلت في الاسلام وعلمتها فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة ، ثم عرض لها عارض في الليل ، فقالت : يا بني أعد على ما علمتني فأعدته عليها ، فأقرت به وماتت ، فلما أصبحت كان المسلمون الذين غسلوها وكنت أنا الذي صليت عليها ونزلت في قبرها .

90

نام کتاب : نتائج الأفكار ، الأول نویسنده : الشيخ علي الكريمي الجهرمي    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست