نحن بصدده أي نجاسة الكفار - فإن كلمة ( نجس ) في الآية الأولى كانت ظاهرة في النجاسة الشرعية قطعا ، بخلاف لفظ ( الرجس ) فإنه وإن أمكن أن يكون المراد منه النجس ، إلا أنه لا يكون ظاهرا فيه 1 كما ترى أنه أريد به غير النجاسة المصطلحة في قول الله تعالى : " إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس . " 2 فإن الرجس هنا بقرينة المتعاطفات هو الخبيث والعمل القبيح . وعلى الجملة فإن ثبت أن المراد من الرجس في الآية المبحوث عنها هي النجاسة الشرعية فهي أيضا من أدلة المطلب وإلا فهي أجنبية عن المقام ، ولا يصح الاستدلال بها في اثبات المطلوب .
1 . أقول : خصوصا بلحاظ صدر الآية وهو قوله تعالى " فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك . . . " 2 . سورة المائدة الآية 92 .