أغناهم من فضله العميم ولطفه الجسيم ، ومن أوفى بعهده من الله ؟ ما هو المراد من المسجد الحرام ؟ ثم إن هنا بحثا في تعيين المراد من المسجد الحرام المذكور في الآية ، فهل هو مجموع مساحة الحرم أو خصوص المسجد الشريف المحيط بالكعبة زادها الله شرفا واجلالا ؟ أقول : المناسب لقوله تعالى : " وإن خفتم عيلة . . . " والمساعد لخوف الفقر والحاجة ، وضنك المعيشة ، والعوز المالي ، هو الأول فإنه لا مجال لخوف المؤمنين من العسرة والعيلة إذا كان المشركون ممنوعين عن دخول المسجد فقط مع جواز دخولهم في مكة وعدم المانع لهم عن ذلك ، وإنما يصح هذا الخوف وله مورد عرفا إذا كانوا ممنوعين عن دخول مكة مطلقا ، حيث إنه بذلك تنقطع التجارات ويسد أبواب المعاملات . ويؤيد ذلك ما ورد في الروايات من أنه فتحت للمؤمنين أبواب الأرزاق بعد منعهم المشركين عن دخول مكة . 1 هذا كله مضافا إلى ما ورد من أن الحرم كله مسجد . 2 فتحصل مما ذكرناه حول الآية الكريمة أنها تدل بالوضوح على المطلوب أي نجاسة مطلق الكفار حتى أهل الكتاب ومن البعيد أن لا يكون تسالم الأصحاب وكذا عدة من أهل السنة على نجاسة غير أهل الكتاب من الكفار ، و
1 . راجع تفسير الصافي ج 1 ص 693 2 . ففي الكشاف ج 2 ص 147 : وعن عطا : إن المراد بالمسجد الحرام الحرم ، وإن على المسلمين أن لا يمكنوهم من دخوله الخ وفي مجمع البيان ج 3 ص 20 عند شرح المسجد الحرام : قيل : المراد به منعهم عن دخول الحرم ، عن عطا قال : والحرم كله مسجد وقبلة .