responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نتائج الأفكار ، الأول نویسنده : الشيخ علي الكريمي الجهرمي    جلد : 1  صفحه : 199

إسم الكتاب : نتائج الأفكار ، الأول ( عدد الصفحات : 246)


الله بمعزل عنها فهذا كفر بالله تعالى لنقض توحيد الأفعال بهذه الاعتقادات الفاسدة والتمويهات الكاسدة فإن أزمة الأمور كلها بيد الله تعالى .
ولو قال الغالي واعتقد بأن النبي أو الوصي أو الأئمة عليهم السلام ليسوا بشرا فهذا تكذيب للقرآن الكريم حيث يقول : " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي " 1 وهذا صريح في أن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله الذي هو أفضل الخلائق كلها أيضا بشر ، إلا أنه كان في أعلى درجات الكمال حيث كان يوحى إليه فهو من هذه الحيثية نظير ما لو قال بأن مسيلمة نبي من أنبياء الله فإنه تكذيب لقوله تعالى : " ولكن رسول الله وخاتم النبيين " 2 ولو فرض أن مسيلمة بحسب الذات كان قابلا وصالحا لذلك .
والحاصل : أنه لو آل الأمر وانجر الغلو إلى إنكار الصانع تعالى أو إلى اثبات شريك له أو إلى نسبة صفة من صفات الله تعالى التي يجب الاعتقاد بها إلى الغير أو إلى تكذيب القرآن فلا محالة يوجب الكفر والنجاسة . ويستحق الغالي بذلك ما أعده الله للكافرين وقد كانت الأئمة عليهم السلام يتبر أون منهم ويطردونهم و يعاقبونهم . 3


1 . سورة الكهف الآية 110 . أقول : وهنا لطيفة لا يخلو ذكرها عن فائدة وهي أن واحدا من تلامذة الأستاذ الأعظم دام ظله استشكل عليه في هذا اليوم - 21 ذي القعدة الحرام 1388 ه‌ - وفي هذا المقام أي عند انجرار البحث إلى هذه المطالب وذكر الأستاذ الآية الكريمة فقال معترضا عليه بأنه فكيف ورد في القرآن الكريم : " ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم " فأجابه سيدنا الأستاذ دام ظله بداهة أن هذا كلام النساء - نساء مصر - وهن قد قلن ذلك ما أنت وكلام النساء ؟ وضحك هو والفاضل المستشكل والجم الغفير الحاضرون . 2 . سورة الأحزاب الآية 40 . 3 . أقول : فعن أبي عبد الله قال : أتى قوم أمير المؤمنين فقالوا السلام عليك يا ربنا فاستتابهم فلم يتوبوا فحفر لهم حفيرة واو قد فيها نارا وحفر حفيرة أخرى إلى جانبها إلى وأفضى بينهما فلما لم يتوبوا ألقاهم في الحفيرة وأوقد في الحفيرة الأخرى حتى ما توا الكافي ج 7 ص 257 ووسائل الشيعة ج 18 ص 552 ب 6 من أحكام المرتد ح 1 . وعن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام لما فرغ من أهل البصرة أتاه سبعون رجلا من الزط فسلموا عليه وكلموه بلسانهم فرد عليهم بلسانهم ثم قال : إني لست كما قلتم أنا عبد الله مخلوق فأبوا عليه وقالوا أنت هو فقال لئن لم تنتهوا وترجعوا عما قلتم في و تتوبوا إلى الله لأقتلنكم فأبوا أن يرجعوا ويتوبوا فأمران تحفر لهم آبار فحفرت ثم خرق بعضها إلى بعض ثم قذفهم فيها ثم خمر رؤوسها ثم الهبت النار في بئر منها ليس فيه أحد منهم فيدخل عليهم الدخان فيها فماتوا . كافي ص 259 وسائل الشيعة ص 553 . وكان الإمام الصادق عليه السلام يلعن الغلاة ويكفرهم عموما وخصوصا وقال عليه السلام لمرازم : قل للغالية : توبوا إلى الله فإنكم فساق كفار مشركون . وقال عليه السلام له : إذا قدمت الكوفة فأت بشار الشعيري وقل له : يقول لك جعفر بن محمد : يا كافر يا فاسق أنا برئ منك . قال مرازم : فلما قدمت الكوفة قلت له : يقول لك جعفر بن محمد : يا كافر يا فاسق يا مشرك أنا برئ منك قال بشار : وقد ذكرني سيدي ؟ قلت : نعم ذكرك بهذا قال : جزاك الله خيرا . ولما دخل بشار الشعيري على أبي عبد الله عليه السلام قال له : أخرج عني لعنك الله والله لا يظلني و إياك سقف أبدا فلما خرج قال عليه السلام : ويله ما صغر الله أحدا تصغير هذا الفاجر إنه شيطان ابن شيطان خرج ليغوي أصحابي وشيعتي فاحذروه وليبلغ الشاهد الغائب إني عبد الله وابن أمته ضمتني الأصلاب والأرحام وإني لميت ومبعوث ثم مسؤول . وقال أبو عبد الله الصادق عليه السلام يوما لأصحابه : لعن الله المغيرة بن سعيد لعن الله يهودية كان يختلف إليها يتعلم منها الشعر والشعبذة والمخاريق أن المغيرة كذب على أبي ، وأن قوما كذبوا على ما لهم ؟ أذاقهم الله حر الحديد ، فوالله ما نحن إلا عبيد خلقنا الله واصطفانا ، ما نقدر على ضر ولا نفع إلا بقدرته إن رحمنا فبرحمته وإن عذبنا فبذنوبنا ولعن الله من قال فينا ما لا نقول في أنفسنا ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا وإليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا . راجع الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج 1 - 2 ص 235 . ونلفت نظر القارئ الكريم إلى أنه قد ألف كتب قيمة مستقلة حول موقف الأئمة الطاهرين عليهم السلام من الغلاة وتبريهم عنهم والجهر بلعنهم .

199

نام کتاب : نتائج الأفكار ، الأول نویسنده : الشيخ علي الكريمي الجهرمي    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست