responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نتائج الأفكار ، الأول نویسنده : الشيخ علي الكريمي الجهرمي    جلد : 1  صفحه : 175


ولنا في هذا المقام بيان في وجه الجمع بينها لا يرد عليه هذه الايرادات و هو أن الظاهر من تلك الروايات وتعبيراتها الخاصة وكيفية الخطاب والعتاب الواردين فيها أنها واردة في المستحل للحرام أو المحرم للحلال عالما عامدا فمن كان عالما بحرمة الخمر ومع ذلك قال بحليته فهو كافر قطعا وهو في الحقيقة مبدع في الدين نظير ما ورد في الروايات في من يأكل الربا ويسميه اللبا 1 .
فهذه الأخبار غير مربوطة بالجاهل أصلا ألا ترى أنه قد يعبر في بعضها بالجحد ؟ ومن المعلوم أن الجحود هو الانكار مع العلم . وبعبارة أخرى : لا يطلق الكافر على من استحله جهلا فهذا التعبير أي الجحود يشهد بورود الروايات في شأن العالم بالخلاف وعلى هذا فليس مستحل الخمر عن جهل كافرا بل إنه يعاقب على ترك التعلم . ويقال له - كما في الروايات - هلا تعلمت . 2 وعلى الجملة فالذي استظهر منها هو أنها واردة في الانكار عن علم و متعرضة له ولمن أنكر عالما ولا أقل من كونه المتيقن منها وعلى هذا فليس المنكر عن جهل أو عن شبهة كافرا نعم هذا كله في الأحكام والفرائض وأما الأصول الاعتقادية فانكارها موجب للكفر مطلقا .
وأما اطلاق كلام بعضهم في كفر منكر الضروري فهو غير ضائر لأنه ناظر إلى نوع المنكرين وغالبهم ، ووارد بحسب حال الأكثر ، من علمهم بالحكم الضروري فإن الحكم إذا كان ضروريا فقلما يتفق أن لا يكون معلوما للناس فيؤول


1 . ولفظ الخبر هذا : عن ابن بكير قال : بلغ أبا عبد الله عليه السلام عن رجل أنه كان يأكل الربا و يسميه اللبا ، فقال : لئن أمكنني الله منه لا ضربن عنقه وسائل الشيعة ج 12 ص 429 الباب 2 من أبواب الربا ، ح 1 ثم لا يخفى أن اللبا هو اللبن الأول الذي يناط به حياة الولد على ما قيل . 2 . عن مسعدة بن زياد قال : سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام وقد سئل عن قوله تعالى . " فلله الحجة البالغة " فقال : إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة : عبدي أكنت عالما ؟ فإن قال : نعم . قال له : أفلا عملت بما علمت ؟ وإن قال : كنت جاهلا قال له : أفلا تعلمت حتى تعمل ؟ فيخصمه ، فتلك الحجة البالغة . أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 8 .

175

نام کتاب : نتائج الأفكار ، الأول نویسنده : الشيخ علي الكريمي الجهرمي    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست