وقصد العراق لزيارة العتبات المقدسة ، فأرسل من بغداد كراريس إلى العلَّامة الحسن ابن المطهّر الحلَّي ، تتضمن مائة وأربعاً وثمانين مسألة ، طالباً منه الإجابة عنها ، ثم سار إليه فقرأ أجوبتها عليه في داره بالحلَّة ، ثم أرسل إليه بمسائل أُخرى على دفعتين [1] وحصل من العلَّامة على إجازة برواية أجوبة هذه المسائل ، ورواية جميع ما صنّفه من الكتب وما رواه ، وقد طُبعت كل هذه المسائل باسم « أجوبة المسائل المهنائية » . قال ابن حجر في المترجم له : اشتغل كثيراً ، وكان حسن الفهم ، جيّد النظم ، ولأُمراء المدينة فيه اعتقاد ، وكانوا لا يقطعون أمراً دونه . ثم قال : وكان يتبرّأ من فقهاء الإمامية مع تحقّق المعرفة وحسن المحاضرة . أقول : « ما هذا إلَّا إفكٌ مُفترىً » فإنّ في اختياره فقيه الامامية ابن المطهّر مرجعاً للِاجابة عن مسائله ، وفي كلمات التعظيم والتبجيل التي سطَّرها [2] في حقّه ، ما يوقفك على حقيقة دعوى ابن حجر ، فقليلًا من الانصاف يا رجل ، فإنّ ( لكلّ شيء ميزان ، والإِنصاف ميزان التقوى ( [3] وللسيد مهنّا إجازة من فخر الدين محمد بن العلَّامة الحلَّي . وصنّف كتاب حسن الخلال ، وكتاب المعجزات ، قال الحر العاملي : وهو قريب من « الخرائج والجرائح » للراوندي ، وفيه زيادات كثيرة عليه . توفّي - سنة أربع وخمسين وسبعمائة .
[1] تضم الأُولى منهما تسعاً وثلاثين مسألة ، والثانية ثمانياً وعشرين مسألة . [2] مثل قوله لما بعث إليه بالمسائل : وقد كان في خاطر المملوك مسائل يود لو وصلت إلى الحضرة العالية يشرّفها مولانا بالجواب ، فنفوز بالعلم ويفوز مولانا بالثواب ، وليكن ذلك بخط يده العالية ، وعبارته الشافية ليعدّ ذلك المملوك أفضل ما ظفر به بعد زيارة المشاهد المشرّفة . [3] من حكم معاصرنا السيّد محمود البغدادي .