responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 97


القداسة استمر إلى آخر العهد الأُموي ، حتى أنّ عمر بن عبد العزيز كتب إلى أبي بكر بن حزم بقوله : انظر ما كان من حديث رسول اللّه ، فاكتبه ، فأنّي خفت دروس العلم وذهاب العلماء ، ولا تقبل إلا حديث النبي ، ولتفشوا العلم ، ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم ، فإنّ العلم لا يهلك حتى يكون سراً . [1] ومع هذا التأكيد والحث من الخليفة الأموي في نهاية القرن الأوّل ، كان للمنع أثره الباقي في نفوس المسلمين إلى عهد المنصور الدوانيقي ، ففي عصره اندفع المسلمون إلى تدوين الحديث بعد ما بلغ السيل الزبى ، قال الذهبي : في سنة 143 شرع علماء الإسلام في هذا العصر في تدوين الحديث والفقه والتفسير ، فصنف ابن جريج بمكة ، ومالك « الموطأ » بالمدينة ، والأوزاعي بالشام ، وابن أبي عروبة وحماد بن سلمة وغيرهما بالبصرة ، ومعمر باليمن ، وسفيان الثوري بالكوفة ، وصنّف ابن إسحاق المغازي ، وصنف أبو حنيفة الفقه والرأي ، ثمّ بعد يسير صنّف هشيم والليث وابن لهيعة ، ثمّ ابن المبارك وأبو يوسف وابن وهب ، وكثر تدوين العلم وتبويبه ودوّنت كتب العربية واللغة والتاريخ وأيام الناس ، وقبل هذا العصر كان الأئمّة يتكلّمون من حفظهم ، أو يروون العلم من صحف صحيحة غير مرتبة . [2] أفبعد هذا يمكن حصر السنّة النبوية فيما جاء في الصحاح والمسانيد ، فإنّ العالم الإسلامي حسب ما يذكر الذهبي اندفع فجأة بعد مضي 143 سنة من هجرة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نحو التدوين ، ومن الطبيعي أن يفوتهم كثير من السنّة النبوية التي تركت دراستها ومكاتبتها وتدوينها تحت ضغط من الحكومة .



[1] البخاري : الصحيح : باب كيف يقبض العلم ، من أبواب كتاب العلم ، ص 36 .
[2] جلال الدين السيوطي ، تاريخ الخلفاء : 261 . مرّ صدره في ص 93 .

97

نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست