نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 88
ويظهر ممّا رواه البخاري انّ عمر بن الخطاب كان يتبنّى تلك الفكرة حتى في عصر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) روى ابن عباس ، قال : لما اشتدّ بالنبي الوجع قال : « ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده » . قال عمر : إنّ النبي غلبه الوجع ، وعندنا كتاب اللّه ، حسبنا ، فاختلفوا وكثر اللغط . قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « قوموا عنّي ولا ينبغي عندي التنازع » . فخرج ابن عباس يقول : إنّ الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول اللّه وبين كتابه . [1] ولا أظن أحداً يوافق الخليفة فيما ادّعاه ، وإنّما هي كلمة صدرت عنه للحيلولة دون كتاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولم يكن هذا المنع هو الموقف الأخير من الخليفة ، بل له مواقف أُخرى أشدّ من ذلك ، فقد منع كتابة الحديث وتدوينه بعد رحيل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بوجه بات ، وبذلك جسّد ما قاله أمام النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : حسبنا كتاب اللّه ، وصار منعه فيما بعد سنّة رائجة إلى أواسط القرن الثاني . روى عروة بن الزبير أنّ عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن ، فاستشار في ذلك أصحاب رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأشاروا عليه أن يكتبها ، فطفق عمر يستخير اللّه فيها شهراً ، ثمّ أصبح يوماً وقد عزم اللّه له ، فقال : إنّي كنت أردت أن أكتب السنن وإنّي ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً فأكبوا عليها ، وتركوا كتاب اللّه ، وإنّي واللّه لا ألبس كتاب اللّه بشيء أبداً . [2] وروى ابن جرير أنّ الخليفة عمر بن الخطاب كان كلّما أرسل حاكماً أو والياً
[1] البخاري : الصحيح : 1 / 39 ، كتاب العلم ، باب كتابة العلم . [2] تقييد العلم : 49 .
88
نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 88