نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 394
الاجتهاد يتم عبر تمييز الصحيح عن غيره والاقتصار على نقل ما يعتمد عليه ، وعلى ضوء ذلك جرى فقهاء القرون الثلاثة في عصر الأئمّة فألّفوا كتباً بهذا الأُسلوب أضحت فيما بعد مادة للجوامع الحديثية ، وما ذكره الرجاليّان الكبيران النجاشي والشيخ الطوسي في فهرستيهما من الكتب الفقهية لأبناء مدرسة الأئمّة كانت على هذا الغرار إلاّ ما شذ ، فلم يكن للمجتهد دور إلاّ تمييز الصحيح عن السقيم ، وتبويب الأحاديث وفق الأبواب الفقهية . ومن الكتب التي ألّفت على هذا النمط في تلك الفترة ما يلي : 1 . كتاب « الصلاة » لحريز بن عبد اللّه السجستاني ، من فقهاء أواخر القرن الثاني ، له مصنّفات منها : « كتاب الصلاة » . يقول النجاشي فيه : هو كتاب كبير ، وآخر ألطف منه ، وله كتاب « النوادر » وكتاب « الزكاة » و « الصوم » ، وكان هذا الكتاب مرجعاً للشيعة في تلك الفترة حتى تجد أنّ كبار الفقهاء قد حفظوه عن ظهر قلب ، فهذا حماد بن عيسى الجهمي ( 119 - 209 ه ) يقول للإمام الصادق بأنّه يحفظ كتاب حريز . [1] 2 . كتاب « يوم وليلة » ليونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين ( المتوفّى 208 ه ) كان وجهاً متقدماً عظيم المنزلة ، وكان الإمام الرضا يشير إليه بالعلم والفتيا ، ومن كتبه المعروفة ما تقدّم ، قال أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ( رحمه الله ) : عرضت على أبي محمد صاحب العسكر ( عليه السلام ) كتاب يوم وليلة ليونس ، فقال لي : تصنيف من ؟ فقلت : تصنيف يونس مولى آل يقطين ، فقال : آتاه اللّه بكلّ حرف نوراً يوم القيامة ، وله أكثر من ثلاثين كتاباً ، منها : كتاب « جامع الآثار » وكتاب « الشرائع » وكتاب « الزكاة » وكتاب « الصلاة » وكتاب « العلل الكبير » وكتاب « اختلاف الحج » وكتاب « الاحتجاج في الطلاق » وكتاب « الجامع الكبير في الفقه »