responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 381

إسم الكتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) ( عدد الصفحات : 467)


وأخرجه ابن جرير الطبري في تاريخه ، وقال : إنّ ملك الموت كان يأتي الناس عياناً حتى أتى موسى ، فلطمه ففقأ عينه - إلى أن قال : - إنّ ملك الموت جاء إلى الناس خفياً بعد وفاة موسى . [1] والحديث غني عن التعليق ، ولا يوافق الكتاب ، ولا سنّة الأنبياء ، ولا العقل السليم من جهات .
الأُولى : انّه سبحانه يقول : ( إِذا جاءَ أجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) . [2] فظاهر قوله : « أجب ربّك » انّه كان ممّن كتب عليه الموت ، وجاء أجله ، ومع ذلك تأخّر .
الثانية : من درس سيرة الأنبياء بشكل عام يقف على أنّهم ( عليهم السلام ) ما كانوا يكرهون الموت كراهة الجاهلين ، وهل كانت الدنيا عند الكليم أعز من الآخرة ، وهل كان يخفى عليه نعيمها ودرجاتها ؟ !
الثالثة : ما ذنب ملك الموت إن هو إلاّ رسول من اللّه مجند له ، يعمل بإمرته ، فهل كان يستحق مثل هذا الضرب ؟ !
الرابعة : كيف ترك القصاص من موسى مع أنّه سبحانه يقول : ( وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالعَيْنَ بِالعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنْفِ والأُذُنَ بالأُذُنِ والسِّنَّ بالسِّنِّ وَالجُرُوحَ قِصاص ) . [3] الخامسة : وهل كان ملك الموت أضعف من موسى حتى غلب عليه وفقأ عينه ، ولم يتمكن من الدفاع عن نفسه ، ولم يزهق روحه مع كونه مأموراً به من ربه ؟ أنا لا أدري ، ونظن أنّ القارئ يشاطرنا الرأي بأنّنا في غنى عن هذه التعليقات ، فإنّ مضمون الحديث يصرخ بأعلى صوته انّه مكذوب وإن رواه الشيخان .



[1] الطبري : التاريخ : 1 / 305 ، باب وفاة موسى ( عليه السلام ) .
[2] يونس : 49 .
[3] المائدة : 45 .

381

نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست