نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 33
مختلفة ، فالفقيه الذي يريد استنباط أحكام الجهاد من القرآن فلابدّ له من المراجعة لتلك الآيات في سور مختلفة . وهو يأخذ منه وقتاً كثيراً ولا يصل إلى المقصد إلاّ بعد جهد ومشقة . الثاني : ما هو الدارج عند الشيعة ، وهو دراستها حسب المواضيع الفقهية ، فمثلاً يبحث عن كل من آيات الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والخمس . . . في باب على حدة ، وهذا ما يطلق عليه التفسير الموضوعي في إطار خاص . قال عبد الوهاب خلاف : وأوّل واجب على من يستأهل للاجتهاد أن يحصي آيات الأحكام في القرآن ، ويجمع آيات كلّ نوع منها بحيث يكون بين يديه كلّ آيات القرآن في الطلاق ، وكلّ آياته في الإرث ، وكلّ آياته في البيع ، وكلّ آياته في العقوبات ، وهكذا ، ثمّ يدرس هذه الآيات دراسة عميقة ويقف على أسباب نزولها ، وعلى ما ورد في تفسيرها من السنّة ، ومن آثار للصحابة أو التابعين ، وعلى ما فسّرها به المفسّرون ، ويقف على ما تدل عليه نصوصها ، وما تدل عليه ظواهرها ، وعلى المحكم منها ، والمنسوخ وما نسخه . [1] أقول : إنّ ما أوجبه الأُستاذ وهو جعل آيات كلّ باب على حدة ودراستها قد قام بتحقيقه علماء الشيعة قبل قرون ، وإليك بعض مؤلفاتهم في هذا المجال : 1 . أوّل من صنّف في هذا المجال هو محمد بن السائب بن بشر الكلبي . قال عنه شيخنا الطهراني : هو أبو النضر محمد بن السائب بن بشر الكلبي ، من أصحاب أبي جعفر الباقر وأبي عبد اللّه الصادق ( عليهما السلام ) ، و ( المتوفّى سنة 146 ه ) ، وهو والد هشام