نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 14
وقد روى أمين الإسلام الطبرسي ، قال : روى علي بن إبراهيم ، قال : خرج أسعد بن زرارة وذكوان إلى مكة في عمرةِ رجب يسألون الحلف على الأوس ، وكان أسعد بن زرارة صديقاً لعتبة بن ربيعة ، فنزل عليه ، فقال له : إنّه كان بيننا وبين قومنا حرب وقد جئناكم نطلب الحلف عليهم ، فقال عتبة : بعُدت دارنا عن داركم ولنا شغل لا نتفرغ لشيء ، قال : وما شغلكم وأنتم في حرمكم وأمنكم ؟ ! قال له عتبة : خرج فينا رجل يدّعي انّه رسول اللّه ، سفّه أحلامنا ، وسبّ آلهتنا ، وأفسد شبابنا ، وفرّق جماعتنا ، فقال له أسعد : من هو منكم ؟ قال : ابن عبد اللّه بن عبد المطلب ، من أوسطنا شرفاً ، وأعظمنا بيتاً ; وكان أسعد وذكوان وجميع الأوس والخزرج يسمعون من اليهود الذين كانوا بينهم أبناء « النضير » و « قريظة » و « قينقاع » انّ هذا أوان نبي يخرج بمكة يكون مهاجره بالمدينة لنقتلنَّكم به يا معشر العرب ، فلمّا سمع ذلك أسعد وقع في قلبه ما كان سمعه من اليهود ، قال : فأين هو ؟ قال : جالس في الحِجْر ، وانّهم لا يخرجون من شِعْبهم إلاّ في الموسم ، فلا تسمع منه ولا تُكلّمه ، فإنّه ساحر يسحرك بكلامه ، وكان هذا في وقت محاصرة بني هاشم في الشعب ، فقال له أسعد : فكيف أصنع وأنا معتمر لابدّ لي أن أطوف بالبيت ؟ فقال : ضع في أُذنيك القطن ، فدخل أسعد المسجد وقد حشا أُذنيه من القطن ، فطاف بالبيت ورسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) جالس في الحجر مع قوم من بني هاشم ، فنظر إليه نظرة ، فجازه . فلمّا كان في الشوط الثاني قال في نفسه : ما أجد أجهل منّي ، أيكون مثل هذا الحديث بمكة فلا أعرفه ؟ ! حتى أرجع إلى قومي فأخبرهم ، ثمّ أخذ القطن من أُذنيه ورمى به ، وقال لرسول اللّه : أنعم صباحاً ، فرفع رسول اللّه رأسه إليه وقال : « قد أبدلنا اللّه به ما هو أحسن من هذا ، تحية أهل الجنة : السّلام عليكم » فقال له أسعد : إنّ عهدك بهذا لقريب إلى ماَ تدعو يا محمد ؟ قال : « إلى شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وإنّي
14
نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 14