نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 319
الفصل الثالث تأثير الزمان والمكان في الاستنباط قد يُطرح الزمان والمكان بما انّهما ظرفان للحوادث والطوارئ الحادثة فيهما ، وقد يطرحان ويراد منهما المظروف ، أي تغيّر أساليب الحياة والظروف الاجتماعية حسب تقدّم الحضارة وتغيرها ، والثاني هو المراد من المقام . ثمّ إنّه يجب أن تفسر مدخلية الزمان والمكان بالمعنى المذكور في الاجتهاد ، على وجه لا تعارض الأُصول المسلّمة في التشريع الإسلامي ، ونشير إلى أصلين منها : الأوّل : انّ من مراتب التوحيد هو التوحيد في التقنين والتشريع ، فلا مشرّع ولا مقنّن سواه ، قال تعالى : ( إِنِ الحُكْمُ إِلاّ للّهِ أَمَرَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ ذلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُون ) [1] والمراد من الحكم هو الحكم التشريعي بقرينة قوله : ( أَمَرَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ ) . وقال سبحانه : ( قالَ الّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرآن غَيْر هذا أَو بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلقاءِ نَفْسي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّ ما يُوحى إِلَيَّ إِنّي أَخافُ إِنْ