نام کتاب : موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 309
عياض ( المتوفّى 544 ه ) في كتابه « ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة اعلام مذهب مالك » وحيث إنّ هذه الرسالة موجزة ننقلها بنصها ، وكان الأحرى أن ننقل رسالة الليث أيضاً ، لكن إسهابها عاقنا عن إثباتها بنصها : رسالة مالك إلى الليث بن سعد من مالك بن أنس إلى الليث بن سعد . سلام عليكم ! فإنّي أحمد اللّه إليك الذي لا إله إلاّ هو . أمّا بعد عصمنا اللّه وإيّاك بطاعته في السر والعلانية ، وعافانا وإيّاك من كل مكروه . اعلم رحمك اللّه أنّه بلغني أنّك تفتي الناس بأشياء مخالفة لما عليه جماعة الناس عندنا وببلدنا الذي نحن فيه وأنت في إمامتك وفضلك ومنزلتك من أهل بلدك ، وحاجة من قبلك إليك ، واعتمادهم على ما جاءهم منك ، حقيق بأن تخاف على نفسك وتتبع ما ترجو النجاة باتباعه ، فإنّ اللّه تعالى يقول في كتابه : ( والسّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرينَ وَالأَنْصار ) [1] الآية . وقال تعالى : ( فَبَشِّرْ عَباد * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَولَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) [2] الآية . فإنّما الناس تبع لأهل المدينة ، إليها كانت الهجرة ، وبها نزل القرآن ، وأحلّ الحلال وحرّم الحرام ، إذ رسول اللّه بين أظهرهم يحضرون الوحي والتنزيل ، ويأمرهم فيطيعونه ، ويسنّ لهم فيتبعونه ، حتى توفّاه اللّه ، واختار له ما عنده صلوات اللّه عليه ورحمته وبركاته . ثمّ قام من بعده أتبع الناس له من أُمته ممّن ولي الأمر من بعده ، فما نزل بهم ممّا علموا أنفذوه ، وما لم يكن عندهم فيه علم سألوا عنه ، ثمّ أخذوا بأقوى ما وجدوا في ذلك في اجتهادهم وحداثة عهدهم ، وإن