responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الفقه الإسلامي طبقاً لمذهب أهل البيت ( ع ) نویسنده : مؤسسة دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 1  صفحه : 78


والقواميس اللغوية أو الرجالية وغيرهما قد عرفه علماء المسلمين منذ أمد بعيد ، إلاّ أنّ هذا الترتيب الحديث في تدوين العلوم والمعارف من ابتكار الغربيين . قال في الذريعة : " إنّ تأليف الموسوعات في الإسلام كثيرة وقديمة ، ولا يمكن جمعها في عدّة صفحات ، ثمّ قال : وأمّا تأليف دائرة معارف عامّة بمالها من المعنى اليوم فلم تبرز إلى الوجود في الممالك الإسلامية - إيران ومصر وتركيا وغيرها - إلاّ في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر " [1] .
2 - ضرورة الموسوعة :
لا ريب أنّ غريزة حب الاطلاع والكشف عن المجهولات تعتبر إحدى أهم الغرائز التي رُكّبت في الوجود البشري لتجسّد البعد الروحي في شخصيّته ، شأن الغرائز الروحية الأُخرى كغريزة حب الخير والكمال وحب الجمال والفن ، وغريزة التدين ، وغيرها من الميول التي تجنح بالإنسان إلى إرواء تلك الرغبات ، تماماً كما تدعوه غرائزه المادية إلى إشباع حاجاته الجسدية .
ومن الواضح أنّ البشر يتفاوتون - كمّاً ونوعاً - في التأثّر بهذه الغريزة والانبعاث لندائها ، فمنهم من يستجيب لها قليلاً ومنهم من يستجيب لها كثيراً ، ومنهم من يلبي دعوتها في واحد من المجالات فيُحرم من المجالات الأُخرى . . ومنهم من يشارك في أكثر من باب من أبواب العلم والمعرفة كما كان عليه الطراز الأوّل من علمائنا ممن يُسمّون بالموسوعيين . . فكلّ إذن يحمل من بحر العلم بقدر عزمه ونشاطه .
إنّ الحقيقة التي تأخذ بناصية الجميع وتفرض نفسها واقعاً ماثلاً لا يمكن المحيد عنه هي أنّ رقعة العلوم والفنون والمعارف قد أخذت بالتشعّب والاتساع والتخصص ، ولا تزال كذلك مطردة في هذا الاتجاه يوماً بعد آخر ، فالفلسفة التي كانت في يوم من أيّام التأريخ تعني شطراً عظيماً من العلم - لما تحويه من علوم كان الإنسان القديم محيطاً بها أو بأكثرها - تفرّق جمعها وتشعّبت حتى صار كل فرع من فروعها تتكفّل بدراسته جامعة من جامعات العالم اليوم .



[1] لاحظ الذريعة 8 : 16 .

78

نام کتاب : موسوعة الفقه الإسلامي طبقاً لمذهب أهل البيت ( ع ) نویسنده : مؤسسة دائرة المعارف الفقه الاسلامي    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست