الإمام علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) :
1 ً - عن نعيم القابوسي ، عن أبي الحسن موسى - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) - قال : « ابني علي أكبر ولدي ، وأبرّهم عندي ، وأحبّهم إليّ ، وهو ينظر معي في الجفر ، ولم ينظر فيه إلاّ نبي أو وصي نبيّ » [1] .
2 ً - وعن نصر بن قابوس قال : كنت عند أبي الحسن ( عليه السلام ) في منزله فأخذ بيدي فوقفني على بيت من الدار ، فدفع الباب فإذا علي ابنه ( عليه السلام ) وفي يده كتاب ينظر فيه ، فقال لي : « يا نصر تعرف هذا ؟ » قلت : نعم هذا علي ابنك ، قال : « يا نصر أتدري ما هذا الكتاب الذي ينظر فيه ؟ » قلت : لا ، قال : « هذا الجفر الذي لا ينظر فيه إلاّ نبي أو وصي » [2] .
ز - رجوع الأئمة إلى الكتب التي توارثوها :
وهكذا توارثوا الكتب كابراً عن كابر ، وكانوا يرجعون إليها جيلا بعد جيل ، يستخرجون منها العلوم والأحكام ، كما يتضح ذلك من الأحاديث الآتية .
أمّا الجفر ومصحف فاطمة ، فقد وجدنا الإمام الصادق يرجع إليهما للاستعلام عن تملك أبناء الإمام الحسن ( عليه السلام ) السبط الأكبر لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) [1] .

[1] الكافي 1 : 311 - 312 ، ح 2 . الارشاد للمفيد : 2 : 249 - 250 . غيبة الشيخ الطوسي : 36 ، ح 12 . الوافي 2 : 360 .
[2] رجال الكشي 2 : 747 ، الرقم 848 . البحار 49 : 27 ، ح 46 .
[1] وإليك بعض الروايات : 1 ً - عن فضيل بن سكرة قال : دخلت على أبي عبد الله - الإمام الصادق - ( عليه السلام ) فقال : « يا فضيل ! أتدري في أيّ شيء كنت أنظر قُبيل ؟ » قلت : لا ، قال : « كنت أنظر في كتاب فاطمة ( عليها السلام ) ليس من ملك يملك الأرض إلاّ وهو مكتوب فيه باسمه واسم أبيه ، وما وجدت لولد الحسن فيه شيئاً » . ( الكافي 1 : 242 ، ح 8 . بصائر الدرجات 4 : 169 ، ب 2 ، ح 3 . الوافي 3 : 584 ) . 2 ً - وعن الوليد بن صبيح قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « يا وليد ! إنّي نظرت في مصحف فاطمة فلم أجد لبني فلان إلاّ كغبار النعل » . ( بصائر الدرجات 4 : 170 ، ب 2 ، ح 7 . و 3 : 161 ، ب 14 ، ح 32 ) . 3 ً - وعن سليمان بن خالد قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : « إنّ عندي لصحيفة فيها اسم الملوك ، ما لولد الحسن فيها شيء » . ( بصائر الدرجات 4 : 169 ، ب 2 ، ح 5 ) . أبو الربيع سليمان بن خالد الكوفي الهلالي مولاهم ، ممّن روا عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وتوفّي في حياة الإمام الصادق ( عليه السلام ) . ( قاموس الرجال 5 : 253 ) . 4 ً - وعن عمر بن أذينة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) - وقد سئل عن سلطان محمّد بن عبد الله - فقال : « إنّ عندي لكتابين فيهما تسمية كلّ نبيّ وكلّ ملك يملك ، لا والله ما محمّد بن عبد الله في واحد منهما » . ( بصائر الدرجات 4 : 169 ، ب 2 ، ح 2 ) . يقصد الإمام من « الكتابين » : الجفر ومصحف فاطمة ومن « اسم كلّ نبيّ » : اسم كل نبيّ قبل جدّه خاتم الأنبياء ، كما يظهر ذلك من الحديث الآتي : 5 ً - عن معلّى بن خنيس قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « ما من نبيّ ولا وصيّ ولا ملك إلاّ في كتاب عندي ، لا والله ما لمحمّد بن عبد الله بن الحسن فيه اسم » . ( بصائر الدرجات 4 : 169 ، ب 2 ، ح 4 ) . ونظيره عن العيص بن القاسم . ( بصائر الدرجات 4 : 169 ، ب 2 ، ح 6 ) . 6 ً - وعن المعلّى بن خنيس أيضاً قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) إذ اقبل محمّد بن عبد الله [ بن الحسن ] فسلّم ثمّ ذهب ، فرقّ له أبو عبد الله ( عليه السلام ) ودمعت عيناه ، فقلت له : لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع ؟ قال : « رققت له لأنّه ينسب إلى أمر ليس له ، لم أجده في كتاب علي من خلفاء هذه الأُمّة ولا من ملوكها » . ( الكافي 8 : 395 ، ح 594 ) . 7 ً - وعن عنبسة بن نجاد العابد ، قال : كان جعفر بن محمد إذا رأى محمد بن عبد الله بن الحسن تغرغرت عيناه ، ثمّ يقول : « بنفسي هو ، إنّ الناس ليقولون فيه انّه المهديّ ، وإنّه لمقتول ، ليس هذا في كتاب أبيه علي من خلفاء هذه الأُمّة » ( مقاتل الطالبيين : 187 . ارشاد المفيد 2 : 193 ) . يقصد الإمام من كتاب علي : ( الجفر ) الذي ورثه من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . عنبسة بن بجاد العابد ، مولى بني أسد ، كان قاضياً ، روى عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) . ( قاموس الرجال 8 : 267 ) . 8 ً - وعن فضيل بن يسار وبريد بن معاوية وزرارة إنّ عبد الملك بن أعين قال لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إنّ الزيديّة والمعتزلة قد أطافوا بمحمّد بن عبد الله ، فهل له سلطان ؟ فقال : « والله إنّ عندي لكتابين فيهما تسمية كلّ نبيّ وكلّ ملك يملك الأرض . لا والله ما محمد بن عبد الله في واحد منهما » . ( الكافي 1 : 242 ، ح 7 . الوافي 3 : 584 ) . بريد بن معاوية أبو القاسم العجلي روى عن الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) والإمام أبي عبد اللّه الصادق ( عليه السلام ) . ( قاموس الرجال 2 : 276 ) . وأشار إلى ذلك أبو العلاء المعرّي [ ت = 449 ه‌ ] في قوله : لقد عجبوا لأهل البيت لمّا * أتاهم علمهم في مسكِ جفرِ ومرآة المنجّم وهي صغرى * أرتْه كلَّ عامرة وقفرِ

170