علومه ، ويغوص على إسرارها . وكان بحر العلوم قد انتخبه يومئذ فيمن انتخبهم من شيوخ العلماء وفحول الأدباء ليعرض درّته ( المنظومة الفقهية ) عليهم . وناهيك بهذا دليلا على صفاء ذهنه ورواء طبعه ، ولولا بلوغه الغاية في ذلك ما كان بحر العلوم ليلزّه وهو ابن لبون مع البزل القناعيس وما لزّه وإيّاهم في قرن إلَّا لعلمه بأنّه يجلَّي في حلباتهم كما يجلَّون ، ويجوز قصب السبق في مضامير العلم والأدب كما يجوزون . [1] ربّاه والده العلامة بحيث كتب حاشية على شرح القطر وهو ابن سبع سنين ، ويذكر في أول رسالته في حجية الظن ما لفظه : « وردت كربلاء سنة خمس ومأتين بعد الألف - وأنا ابن اثنتي عشرة سنة - فوجدت الأستاذ الأكبر محمد باقر بن محمد أكمل ، مصرّا على حجية الظن المطلق . » . فيعلم من ذلك أنّه كان من أهل العلم بمشاكل مسائل الأصول وهو في سنّ الاثني عشر ، وحدثني والدي قدّس سرّه أنّه استجاز السيد صاحب الرياض في السنة العاشرة بعد المائتين والألف ، فأجازه وصرّح فيما كتبه من الإجازة أنّه مجتهد في الأحكام من قبل أربع سنوات ، فيكون حصول ملكة الاجتهاد له في سنّ ثلاث عشرة من عمره » . [2]