الإطلاق وليس بالبعيد ان يراد به أبو الحسن الثّالث عليه السّلام على ما هو الأظهر لكون سليمان خصيصا به وأكثر الرّواية عنه عليه السّلام وامّا احتمال أن يكون هو أبا الحسن الأوّل مولانا الكاظم عليه السّلام لأنّ الفقيه قد يطلق عليه فسقوطه هنا غير خفى كما هو المستبين فليعرف اما المتن فلأنّه تضمّن انّ البريد فرسخان كما في القاموس ولكن الأخبار السّابقة دالَّة على انّه أربعة فراسخ فالمنافاة بينهما ظاهرة وتفسير البريد ستة أميال يدلّ على انّ الفرسخ هنا هو الفرسخ السّابق في الاخبار فاحتمال كون المراد بالفرسخ ما يساوى فرسخين وبالميل غير ما في الأخبار السالفة من الميل وهو بعيد بلا قيل الَّا انّ من الأصحاب من قال انّ الفرسخ بقدر الفرسخين الشرعيين موجود بخلاف الميل انتهى وهذا كما ترى فانّ ضرورة الخروج عن الشّرعي في الفرسخ يقتضى جواز الخروج في الميل أيضا والفرق بينهما تحكَّم ثمّ انّ ما تضمّنه الخبر من قوله يريد ذاهبا وجائيا يحتمل ان يراد بريد ذاهبا وبريد جائيا أو يراد بريد فيهما معا ولكن على الأوّل أن أريد بالبريد ما فسر بالفرسخين لزم التّقصير من أراد الفرسخين ذهابا وايابا وليس من يقول به وعلى الثّاني اشدّ اشكالا وقوله والتقصير في أربعة فراسخ بظاهره ينافي قوله بريدان أو بريد ذاهبا وجائيا لانّ البريدين أن أريد بهما أربعة فراسخ بعين الاحتمال الأوّل وقد عرفت ما فيه وأن أريد بالبريد الأربعة فراسخ أشكل قوله والبريد فرسخان ومن الأصحاب قال انّه لا يبعد أن يكون قوله والبريد من كلام الراوي والشّيخ لم يتوجّه لما في هذا الخبر من المخالفة لما سبق ومن المشايخ جزم بأنّه يوجب الرّجوع إلى التّمام والشّهيد في الذّكرى ذكر استمرار القصد وهذا كما ترى من جهة الرّواية وما تضمّنه الخبر من قوله رجع عما نوى وأراد المقام فعليه الإتمام يدلّ على انّ نيّة الإقامة في أثناء الأربعة توجب التمام وما تضمّنه من إعادة الصّلاة وهو موجود في زيادات الصّلاة من يب في باب الصّلاة في السّفينة في صحيحة أبى ولاد عن أبى عبد اللَّه عليه السّلام انّه قال ان كنت سرت في يومك الَّذي خرجت فيه بريد أو كان عليك حين رجعت أن تصلَّى بالتّقصير لأنّك كنت مسافرا إلى أن يسير إلى منزلك قال وان كنت لم تسير في يومك الَّذي خرجت فيه بريدا فانّ عليك أن يقضى كلّ صلاة صلَّيتها في يومك

287