نام کتاب : مناهج الأحكام نویسنده : الميرزا القمي جلد : 1 صفحه : 261
إسم الكتاب : مناهج الأحكام ( عدد الصفحات : 785)
وفيه ما لا يخفى ، إذ عدم قصد التقرب بالسورة في الآن السابق لا ينافي التقرب بها في الآن اللاحق ، فإن الداعي على فعلها حينئذ هو التقرب إلى الله ، فليس السورة حينئذ خالية عن قصد التقرب ، وإطلاق الصحيحة المتقدمة أيضا يحقق الصحة . واعلم أن الاعتياد على السورة بحيث يجري على لسانه بلا قصد أو تعينها عليه بنذر وشبهه أو كونها معينا في موضع كالحمد يقوم مقام القصد إليه ، فيكون الأمر فيها على ما اخترناه أظهر . وهل يشترط القصد في تعيين البسملة في أول السور أم لا ؟ وحينئذ إذا عدل عن السورة إلى الأخرى فهل يجب إعادة البسملة أم لا ؟ ذهب جماعة [1] من الأصحاب إلى وجوب الإعادة ، لصيرورته بقصد تلك السورة جزءها ، فحينئذ لا يصير جزء السورة الأخرى ، فبدون الإعادة لا يتم السورة . ومنعه بعض المحققين [2] حيث قال : إنا لا نسلم أن للنية مدخلا في صيرورة البسملة جزءا . ولو قرأ البسملة بعد الحمد غير قاصد لسورة ، أو قصد سورة ولم يشرع فيها ، فهل يصح الاكتفاء به بعد قصد سورة معينة أم لا ؟ ظاهر بعض الأصحاب أنه يكتفى . والحق عدم الاكتفاء في المقامين ، وأنه وجب القصد إلى تعيين البسملة ، سواء قلنا بأنها جزء من السورة - كما هو المختار - أو واجب على حدة . أما الأول فلأن الامتثال لا يتم إلا بالنية والقصد ، وحيث كان القصد مميزا للفعل فيجب لحصول الامتثال ، فإذا اشترك جزء السورة بين سور مختلفة فلا يتم الامتثال إلا بقصد التعيين .
[1] الدروس الشرعية : ج 1 ص 173 ، تحرير الأحكام : ج 1 ص 38 س 19 . [2] انظر الحدائق الناضرة : ج 8 ص 228 .
261
نام کتاب : مناهج الأحكام نویسنده : الميرزا القمي جلد : 1 صفحه : 261