نام کتاب : ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 1 صفحه : 457
باسم الحال ، أو على حذف المضاف . والمعنى - والله يعلم [1] - لا تقربوا المساجد في حالتين إحداهما حالة السكر ، فإن الأغلب أن الذي يأتي المسجد إنما يأتيه للصلاة وهي مشتملة على أذكار وأقوال يمنع السكر من الإتيان بها على وجهها . والحالة الثانية حالة الجنابة ، واستثني من الحالة ما إذا كنتم عابري سبيل أي : مارين في المسجد ومجتازين فيه . وتفسير الآية على هذا الوجه منقول أيضا عن جماعة من خواص الصحابة والتابعين . وفيها وجه آخر نقله بعض المفسرين عن ابن عباس وسعيد بن جبير ، وربما رواه بعضهم عن أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو أن المراد - والله أعلم - لا تصلوا في حالين : حال السكر وحال الجنابة إلا إذا كنتم عابري سبيل أي : مسافرين ، فيجوز لكم حينئذ الصلاة بالتيمم الذي لا يرتفع به الحدث وإنما يباح به الدخول في الصلاة . وحمل [2] أصحابنا - رضي الله عنهم - على الوجه الأول ، وربما يرجح [3] على الثاني بسلامته من شائبة التكرار ، فإنه سبحانه بين حكم الجنب العادم للماء في آخر الآية ، وأما الرواية [ التي رووها ] عن أمير المؤمنين فلم تثبت . وقد بقي في الآية وجه آخر حكاه بعض فضلاء فن العربية من أصحابنا في كتاب ألفه في الصناعات البديعية ، وهو أن تكون الصلاة في قوله تعالى " لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ " على معناها الحقيقي ، وفي قوله تعالى " وَلا جُنُباً " مواضعها - أعني : المساجد - على طريقة الاستخدام . ولم يشتهر الاستخدام بهذا المعنى بين
[1] في المصدر : أعلم . [2] في المصدر : عمل . [3] في المصدر : رجح .
457
نام کتاب : ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 1 صفحه : 457