إسم الكتاب : معالم التجديد الفقهي ( عدد الصفحات : 211)

« يعرف هذا وأشباهه من كتاب الله عزّوجلّ ، قال الله تعالى :
* ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) * [1] ، امسح على المرارة » [2] .
إذن فالقرآن الكريم والسنّة النبوية وأحاديث أئمّة أهل البيت عليهم السلام لم تترك شيئاً من الأحكام الشرعية والقواعد الفقهية وغيرها من القضايا والأمور التي يحتاج إليها الناس على مدى العصور والأزمنة إلاّ وبيّنت أحكامه وفصّلت تشريعاته ، ومع ذلك بقي أهل العلم والفكر والمعرفة يحاولون جاهدين في سبيل مواجهة من ينكر قدرة الإسلام وتعاليمه على مواكبة مسائل كلّ عصر ومتغيّراته ومستجدّاته مع تأكيدهم وحرصهم على ثوابت قواعد هذه الشريعة .
وعلى المستوى الاجتماعي المعاصر تحرّكت بعض الرؤى والأفكار كالتي نراها في بعض الكتابات الإسلامية المعاصرة ككتابات العلاّمة السيد محمد حسين الطباطبائي والأستاذ الشهيد مرتضى مطهّري وغيرها من النظريات والأفكار التي تحرّكت لحلّ الإشكال باتجاه إيجاد مناهج جديدة للنظر الفقهي .
ومن ثمّ وُصف الفكر الإسلامي بكونه غير متحجّر أو جامد ومنغلق على نفسه ، بل يقبل كلّ أشكال النقد والنقاش والمرونة في التعاطي معها ، ونتج عن ذلك أن يطرح علماء الإسلام هذه الإشكاليات المعاصرة في العلن من غير حرج ولا خوف .

[1] سورة الحجّ ، الآية : 78 .
[2] وسائل الشيعة ، مصدر سابق : ج 1 ، باب 39 من أبواب الوضوء ، ح 5 .

9