فيها زيادة في المعنى أيضاً ؛ وذلك بناءً على قاعدة « أنّ زيادة المبنى تدلّ على زيادة المعنى » . ومن هنا فإنّ الاجتهاد يعني المجهود الشديد ، ويفهم منه أكثر مما يُفهم من مصدره المجرّد ، وهو يعني الجدّ والسعي إلى حدّ التعب .
و « الجهاد مشتقّ أيضاً من هذا المصدر ، ويقسم إلى ( أصغر ) و ( أكبر ) ، والجهاد الأصغر يحتاج أيضاً إلى سعي حثيث وجادّ قال الراغب الأصفهاني : « الجهاد والمجاهدة : استفراغ الوسع في مدافعة العدو » [1] .
قال السيد المرتضى في الذريعة :
« فأمّا الاجتهاد فموضوع في اللغة لبذل الوسع والطاقة في الفعل الذي يلحق في التوصّل إليه بالمشقّة ، كحمل الثقيل وما جرى مجراه ، ثم استعمل فيما يتوصّل به إلى الأحكام من الأدلّة على وجهٍ يشقّ . وفي الفقهاء من فصّل بين القياس والاجتهاد ، وجعل القياس ما تعيّن أصله الذي يقاس عليه ، والاجتهاد ما لم يتعيّن في ما يشار إليه ، كالاجتهاد في طلب القبلة ، وفي قيم المتلفات وأروش الجنايات ، وفيهم من أدخل القياس في الاجتهاد ، وجعل الاجتهاد أعمّ منه ، وليس يمتنع أن يكون قولنا ( أهل الاجتهاد ) - إذا أطلق - محمولاً

[1] مفردات ألفاظ القرآن ، مادة جهد . عن حكيمي ، محمد رضا ، الاجتهاد التحقيقي ( قضايا إسلامية معاصرة ) ترجمة : حيدر نجف - خليل العصامي ، مراجعة : عبد الجبار الرفاعي ، دار الهادي ، بيروت ، ط 1 ، 2000 م - 1421 ه‌ : ص 31 .

26