نام کتاب : معالم التجديد الفقهي نویسنده : الشيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 12
وفي الواقع كلّ هذه الاتّجاهات التي نظرت إلى إشكالية الحداثة والمعاصرة ، وإشكالية الثابت والمتغيّر ، تظافرت لإيجاد حلّ لهذه المشكلة . وفي النظرة التاريخية إلى جذور المسألة ذهب البعض إلى أنّها تعود إلى عصر التّماس ، وهو ما يُطلق عليه عصر النهضة أو التنوير العربي . فهؤلاء يرون أنّ المشكلة بدأت قبل حوالي قرنين من الزمان حينما عادت وتيرة التّماس بين العالم الإسلامي وبين الغرب . وهناك من الباحثين من يرى أنّ المشكلة تعود إلى القرون الهجرية الأولى وأنّ مشكلة الأصالة والمعاصرة كانت تطلّ علينا في كلّ عهد من عهود المسلمين السالفة ، وكلّما ابتعدنا عن عصر النصّ تبلورت المشكلة بشكل أعمق وأكبر . ويطرح الشهيد المطهّري المشكلة من زاوية أُخرى حيث يرى بأنّ عالمنا عالم التغيّر والتحوّل ، ولا يبقى شيء ثابتاً ، بل إنّه سيتحوّل ويشيخ ، وبعد ذلك يموت وينطفئ ، وينقضي عمره ؛ فهل الدين كذلك ؟ وهل للدين مرحلة زمنية معيّنة إذا مرّت وانقضت فسوف ينقضي عمر الدين أيضاً ؟ أم ليس الأمر كذلك ، وإنّما هو دائم ، باقٍ بين الناس [1] . يعالج الشهيد المطهّري هذه المشكلة من خلال مقاربته بين
[1] مطهّري ، مرتضى ، مفاهيم إسلامية ( الدين شمس لن تغيب ) ، دار التيّار الجديد ، لبنان - بيروت ، ط 1 ، 1408 ه - 1988 م : ص 7 .
12
نام کتاب : معالم التجديد الفقهي نویسنده : الشيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 12