نام کتاب : معالم التجديد الفقهي نویسنده : الشيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 187
نعم ما يميّز فقه الإمام الخميني هو معايشته أكثر لهذه المشاكل والقضايا الاجتماعية ؛ نظراً لخوضه تجربة قيام نهضة إسلامية ونشوء دولة تحكم على أساس الفقه الإسلامي ، فكان لهذه التجربة الفريدة أثرها البالغ في بلورة فكر الإمام الفقهي على مستوى الحداثة والمعاصرة ، استمدّ عناصر قوته من الآثار العظيمة لأبحاث العلماء والفقهاء القدامى الذين هم مصدر إجلال واحترام عند الإمام بما قدّموه من نتاجٍ علميّ على المستوى الفقهي ، ولذا يقول قدس سره : « إنّ الحوزات الدينية غنيّة - ولله الحمد - من جهة مصادرها العلمية وأساليبها في البحث والاجتهاد ، ولديها القدرة على الإبداع ، فلا أظنّ أنّ هناك منهجية للبحث في العلوم الإسلامية - بصورةٍ معمّقة شاملة - أنسب من طريقة السلف الصالح ، والشاهد على صدق هذا المدّعى هو تأريخ أكثر من ألف عام من جهود التحقيق والبحث التي بذلها علماء الإسلام الأتقياء من أجل تنمية شجرة الإسلام المقدّسة » [1] . الإمام الخميني ومواصفات المجتهد حدّد الفقهاء في رسائلهم العملية مجموعة مواصفات ينبغي توافرها في مرجع التقليد كالأعلمية والعدالة وغيرهما من الشروط المعتبرة في الفقيه الجامع للشرائط ، وجرت السيرة على اعتبار هذه الشروط أموراً تكوّن شخصية مرجع التقليد في الأمّة الإسلامية . ولم ينفِ الإمام أو يلغي دور هذه الشروط والعناصر ، ولكن - حرصاً
[1] الخميني ، رسالته إلى العلماء والحوزات العلمية ، مصدر سابق .
187
نام کتاب : معالم التجديد الفقهي نویسنده : الشيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 187