نام کتاب : مصباح الهدى في شرح عروة الوثقى نویسنده : الشيخ محمد تقي الآملي جلد : 1 صفحه : 151
إسم الكتاب : مصباح الهدى في شرح عروة الوثقى ( عدد الصفحات : 475)
والفارة فانزح منها سبع دلاء قلنا فما تقول في صلاتنا وما أصاب ثيابنا فقال ( ع ) لا بأس به . وهذه الرواية كما ترى دالة على ان الأمر بالنزح ليس لمكان النجاسة وإلا لم يكن وجه لنفي البأس عن الصلاة والوضوء معه وإصابة الثوب به . واما صحيحة معاوية بن عمار وموثقة أبان بن عثمان ورواية جعفر بن بشير وموثقة أبي بصير الدالة على عدم إعادة الصلاة أو الوضوء أو غسل الثياب عند عدم العلم بإصابة النجاسة بماء البئر فلعلها لا تدل على المطلوب لا لحمل نفى البأس عن الوضوء وسائر الاستعمالات على ما لو احتمل حصولها قبل وقوع النجاسة في البئر فإنه بعيد في الغاية ، بل لاحتمال دخل الجهل بإصابة النجاسة بالماء في نفى البأس فلا بد في مقام الاستدلال من دفعه وإلا لبطل الاستدلال مع مجيئه . وقد استدل باخبار آخر أيضا حتى انه عقد لها في الوسائل بابا لا حاجة إلى نقلها في المقام فان فيما نقلناه غنى وكفاية مع عدم السلامة في دلالة بعض منها . واستدل أيضا للمختار باستصحاب الطهارة ، وقاعدتها في كل شيء وفي خصوص الماء ، وبعموم الآيات الدالة على طهورية الماء بضميمة ما دل على ان مياه الأرض كلها من السماء وعموم قوله صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم خلق اللَّه الماء طهورا لا ينجسه شيء إلا ما غيّر لونه أو طعمه أو ريحه ، وبلزوم الحرج على تقدير الالتزام بنجاسة البئر خصوصا في البلاد التي ينحصر مائها في البئر وبإجماع المتأخرين على طهارته ولا يخفى ان شيئا مما ذكر لا يصلح للتأييد فضلا عن الاستدلال أما الأصل فلأنه دليل حيث لا دليل فلا يجوز التمسك به مع الدليل الموافق له فضلا عما لو تم دليل القول بالنجاسة المخالف له . وعموم الآيات الدالة على طهورية الماء لا تنافي انفعاله بالملاقاة لو دل عليه الدليل كما في القليل . مع انه لم يثبت ان مياه الأرض كلها من السماء خصوصا ما في الآبار الذي ينعقد من الأبخرة المحتبسة في الأرض . وعموم قوله صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم خلق اللَّه الماء طهورا وإن كان يصح شموله الماء البئر ولكن تمامية الاستدلال به متوقف على عدم تمامية ما دل على الانفعال فإنه على تقدير تماميته يكون مخصصا له كما خصص بما دل على انفعال القليل . ولزوم الحرج في نجاسته وان إذ عنه جملة من المحققين ، وحكى عن كاشف الغطاء انّ من لا حظه لم يحتج إلى النظر في الاخبار خاصها وعامها ، وقال المحقق الهمداني ( قده ) بعد نقل ما حكى عن كاشف الغطاء « ونعم ما قال فالإنصاف ان هذا الوجه مؤيد قوي للقول
151
نام کتاب : مصباح الهدى في شرح عروة الوثقى نویسنده : الشيخ محمد تقي الآملي جلد : 1 صفحه : 151