فلا ضير في أن يتعلق بلهو الحديث وبالغناء ، كما ذكرته الروايات ، وإن لم يكونا من الأعيان . ومنها : قوله تعالى : والذين هم عن اللغو معرضون [1] ، بضميمة ما في تفسير القمي ، من تطبيق الآية على الغناء [2] . ومنها : قوله تعالى : والذين لا يشهدون الزور [3] ، فإنه قد ورد في بعض الأحاديث تفسير الزور في الآية بالغناء [4] ، ويؤيده ما تقدم من الروايات في قوله تعالى : واجتنبوا قول الزور . والروايات المذكورة في تفسير الآيات المزبورة وإن كان أكثرها ضعيف السند إلا أن في المعتبر منها غنى وكفاية . وقد أورد في المستند على دلالة الآيات على حرمة الغناء بأن الروايات الواردة في تفسيرها بالغناء معارضة بما ورد في تفسيرها بغيره . وفيه : أن الأحاديث المذكورة في تفسير القرآن كلها مسوقة لتنقيح الصغرى وبيان المصداق ، فلا تدل على الانحصار بوجه حتى تقع المعارضة بينهما ، وقد أشرنا إلى هذا فيما سبق مرارا ، وتكلمنا عليه في البحث عن مقدمات التفسير مفصلا .
[1] المؤمنون : 3 . [2] فيه : والذين هم عن اللغو معرضون عن الغناء والملاهي ( تفسير القمي 2 : 88 ) . [3] الفرقان : 72 . [4] عن أبي الصباح عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله تعالى : والذين لا يشهدون الزور ، قال : الغناء ( الكافي 6 : 431 ، عنه الوسائل 17 : 304 ) ، صحيحة . وفي رواية أخرى عنه مثلها ( الكافي 6 : 433 ، عنه الوسائل 17 : 304 ) ، ولكنها حسنة لإبراهيم . في تفسير القمي ( 2 : 117 ) طبق الآية على الغناء .