responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الفقاهة نویسنده : الشيخ محمد علي التوحيدي    جلد : 1  صفحه : 453


أقول : قد عرفت أن السحر هو صرف الشئ عن وجهه على سبيل الخديعة والتمويه من دون أن يكون له واقعية ، فاستحداث الأمور الخارقة للعادة ليس من السحر ، ولو تمكن أحد من احداث الأمور الغريبة بواسطة القوة النفسانية الحاصلة بالرياضة أو بصرف المقدمات ، فلا يقال له أنه ساحر ، بل لا دليل على حرمته ، فإن هذا شعار أهل الكرامة .
نعم لا شبهة في كفر الفرق المذكورة ، كما اعترف به المجلسي ( رحمه الله ) حتى الفرقة الثالثة القائلة بتفويض أمر العالم إلى الكواكب ، فإن قولهم هذا مخالف لضرورة الدين ، فإن الله هو الذي يحيي ويميت ، ويهب لمن يشاء ذكورا ويهب لمن يشاء إناثا ، ويصور في الأرحام كيف يشاء .
2 - سحر أصحاب الأوهام والنفوس القوية ، فقد ثبت بالوجوه العديدة امكان تسلط النفوس على جوارح الغير وأعضائه ، فتسخره للقيام بحرمات وتأدية أعمال على غير إرادة منه ومن دون وساطة شئ آخر ، وهذه النفوس قد تكون لرياضتها قوية صافية عن الكدورات البدنية ، فتستغني في تأثيرها عن الاستعانة بأدوات من خارجها وتصدر عنها الأمور الغريبة الخارقة للعادة ، وقد تكون ضعيفة وممزوجة بأوساخ المواد فتحتاج في اتمام تأثيرها إلى الاستعانة بأدوات سحرية أخرى - انتهى حاصل كلامه في النوع الثاني .
أقول : لا شبهة أن بعض النفوس لصفائها بالرياضات تؤثر في الأمور التكوينية وتصرفها عن وجهها صرفا حقيقيا ، كايقاف الماشي عن المشي ، والمياه الجارية عن الجريان ، بل قيل إن هذا المعنى مكنون في الأسد بحسب الغريزة والطبيعة .
فإنه إذا نظر إلى حيوان أوقفه عن المشي والحركة ، إلا أنه لا دليل على حرمته بعنوان الأولي ما لم يترتب عليه شئ من العناوين المحرمة ، بل

453

نام کتاب : مصباح الفقاهة نویسنده : الشيخ محمد علي التوحيدي    جلد : 1  صفحه : 453
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست