يظهر من كتابه ، كانت رواياته مشمولة لأدلة حجية خبر العدل الإمامي . والذي ينبغي أن يقال : إنه لا شبهة في علو مكانة أبي حنيفة النعمان ، صاحب كتاب دعائم الاسلام وغيره من الكتب الكثيرة ، ونبوغه في العلم والفضل والفقه والحديث ، على ما نطقت به التواريخ وكتب الرجال وكتابه هذا ، كما لا شبهة في كونه إماميا في الجملة ، فإنه كان مالكي الأصل فتبصر وصار شيعيا إماميا . كما اتفقت عليه كلمات أكثر المترجمين الذين تعرضوا لترجمته وتاريخه ، كالبحار [1] وتنقيح المقال للمامقاني [2] وسفينة البحار [3] والمستدرك [4] ، وتأسيس الشيعة للسيد حسن الصدر [5] وغيرها [6] ، وقد
[1] قد كان أكثر أهل عصرنا يتوهمون أنه تأليف الصدوق ، وقد ظهر لنا أنه تأليف أبي حنيفة النعمان بن محمد بن منصور قاضي مصر في أيام الدولة الإسماعيلية ( البحار 1 : 38 ) . [2] تنقيح المقال 3 : 273 . [3] مادة حنف : أبو حنيفة الشيعة هو القاضي نعمان بن محمد بن منصور ، قاضي مصر ، كان مالكيا أولا ثم اهتدى وصار إماميا وصنف على طريق الشيعة كتبا ، منها كتاب دعائم الاسلام . وفي كتاب دائرة المعارف : أبو حنيفة المغربي هو النعمان بن أبي عبد الله محمد بن منصور ابن أحمد بن حيوان أحد الأئمة الفضلاء المشار إليهم ، ذكره الإمام المسيحي في تاريخه فقال : كان من أهل العلم والفقه والدين والنبل على ما لا مزيد عليه ، وله عدة مصنفات ، منها كتاب اختلاف أصول المذهب وغيره ، وكان مالكي المذهب ثم انتقل إلى مذهب الإمامية . [4] المستدرك 19 : 129 . [5] تأسيس الشيعة : 303 . [6] في وفيات الأعيان : وقال ابن زولاق : كان النعمان في غاية الفضل من أهل القرآن والعلم بمعانيه ، عالما بوجوه الفقه وعلم اختلاف الفقهاء ، واللغة والشعر والمعرفة بأيام الناس مع عقل وانصاف ، وألف لأهل البيت من الكتب آلاف أوراق بأحسن تأليف وأفصح سجع وعمل في المناقب والمثالب كتابا حسنا ، وله رد على المخالفين له رد على أبي حنيفة ومالك والشافعي وعلي بن سريج ، وكتاب اختلاف الفقهاء ينتصر فيه لأهل البيت ( عليهم السلام ) . له القصيدة الفقهية لقبها بالمنتخبة ، وكان ملازما صحبة المعز العلوي ، توفي سنة 363 ، وكان أولاده من الأفاضل منهم : أبو الحسن علي بن النعمان وأبو عبد الله محمد بن النعمان . راجع رجال السيد بحر العلوم 4 : 5 - 14 ، مقابس الأنوار : 65 ، أمل الآمل 2 : 335 ، مجالس المؤمنين 1 : 538 ، وأيضا وفيات الأعيان 5 : 415 ، كشف الظنون للحاج الخليفة 2 : 755 ، لسان الميزان 6 : 167 ، مرآة الجنان لليافعي 2 : 379 .